الإرهاب وحق الفيتو – جودت سعيد –

يجب أن نفهم معنى الإرهاب، لأننا نعيش مع كم لانهائي من الكلمات، ولكن الكلمات ليست هي المعاني، حيث المعاني يمكن أن تطلق عليها كل الكلمات‏.‏ ليس السلطان في الكلمات وإنما في المعاني‏.‏ كلمة الشمس ليست هي حقيقة الشمس، ولهذا للشمس آلاف الأسماء ولها من الكلمات على عدد لغات العالم، بينما حقيقة الشمس واحدة‏.‏

وحتى نقترب من معنى الإرهاب بدون أن نضيع في هالة الكلمة علينا أن نعرف أن كل من يلجأ لفرض الرأي بالقوة هو مرهب، لأن إقناع الإنسان بالقوة لا يخلق قناعة ولا علماً‏؛‏ وإنما يكون تغييراً بالترهيب‏.‏ لهذا الناس يتجنبون تعريف الإرهاب، ويتكلمون عن إرهاب الصغار ولا يتكلمون عن إرهاب الكبار‏.‏

لهذا ما يناسبهم ويوافق أهواءهم يعطونها كلمات ‏(‏‏(‏العدل‏)‏‏)‏ و ‏(‏‏(‏الحرية‏)‏‏)‏، وما لا يوافق مصالحهم وظلمهم يعطونه كلمة ‏(‏‏(‏إرهاب‏)‏‏)‏ بينما هم أيضاً يستعملون القوة والدمار لتحقيق أغراضهم‏.‏ ولهذا لا يتحدث أحد عن حق الفيتو الذي هو إخضاع الآخرين بالقوة، وبدون إقناع‏.‏

مفهوم الفيتو هو مصدر كل الشرور في الحياة الإنسانية، لأن حق الفيتو هو أساس العنصرية، حيث يعني أن بعض الناس فوق القانون، أنهم لايخطئون ولايقعون في الذنب، إن كل أعمالهم صواب بينما الآخرون كل عملهم خطأ ولا صواب عندهم ولا حق لهم في الوجود، ينبغي أن يبادوا وأن لايبقى منهم أحد، وليس هذا فقط بل يجب أن يحمى من ذاكرة البشرية معنى العدل ومعنى كلمة السواء ويرسخ بدلاً من ذلك أن الظلم، وإن تكن أقلية من الناس فوق القانون، هو الشيء الطبيعي الذي خلق الله عليه البشر، هذا عندما يحتاجون إلى الله

اترك رد