أرض الدعارة المقدسة- وائل عباس-

أزعم بأني شخص لا يستنكف ولا يستحي ولا يجد غضاضة في قراءة أي شيء وأي فكر مهما كان شاذا وغريبا او جامحا بالغ الشطط او مغاليا في التطرف او حتى التفاهة والسطحية والغباء … ولا احمل افكارا مسبقة نحو اي توجه فكري الا نتاج ما قررته انا بنفسي نتيجة للقراءة لكل من المؤيد او الضد لهذا التوجه … كما أزعم بأني شخص متسامح لاقصى درجة مع مختلف الثقافات والاعراق والديانات … بل وحتى التوجهات الجنسية طالما انها بعيدة عني … اللهم الا من يكرهني بسبب لوني او ديني او بلدي حتى ولو كان اخي فيما يسمى بالعروبة المزعومة … لذا لا أريد أن يفهم من مقالي هذا انني عنصري او متعصب ضد الدين اليهودي أو الشعب اليهودي … وانا لن ازوق كلامي واقول انني اكتب ضد الصهيونية كما يحلو للبعض أن يزعم لإخفاء كرهه للديانات الأخرى لاني متأكد من انني سأكون غير موضوعي اذا فعلت ذلك في هذا الموضوع بالذات … لأنها كما سترون حقائق دونها التاريخ الذي لا يجامل أحدا ولا زال يدون حتى يومنا هذا … اسردها لأصل بكم الى جارتنا … دولة إسرائيل … وما يحدث على أرضها وتغمض حكومتها ونظامها الطرف عنه بل وتوجد القوانين لتقنينه ورعايته وفي النهاية تغض ماما أمريكا الطرف عنها وتلوم غيرها.

قرأت هذا التساؤل على احد مواقع الواسب أو المتعصبين البيض … لماذا يدان فقط العرق الابيض بطريقة روتينية ودورية على مائتي عام من العبودية في العالم الجديد؟؟؟ ولا يدان اليهود على دورهم الرائد في تاريخ طويل من تجارة الرقيق يصل الى الفي عام … ومن الذي اتى بالعبيد الى امريكا ؟؟؟ وهذا سؤال وجيه حيث ان جميع الدارسين لظاهرة الرق في العالم الجديد اتفقوا على ان اعداد من نفق من البشر جراء تلك التجارة نفسها يفوق بكثير من ماتوا بسبب ظروف الاستعباد بعد وصولهم الى امريكا …

عادت هذه التساؤلات لتطاردني هذه الايام بعد الاتهامات التي وجهتها الولايات المتحدة لعدد من الدول العربية بتهريب البشر وتضمنت السعودية والكويت وقطر والامارات والتي ضمت اليها اخيرا وياللعجب مصر بتهمة ان مصر يا حرام مسئولة عن تهريب مومسات الكتلة الشرقية السابقة الى اسرائيل !!! بشر بتتهرب واسرائيل مش قادرة توقفهم وقادرة بس لما تشوف ظرف رصاصة تسعة مللي فاضي من أيام حرب البسوس تفضح الدنيا وتقول بيهربوا سلاح للفلسطينيين !!!

لا شك في ان مزاعم الولايات المتحدة حول تهريب البشر في دول الخليج حقيقية وقد شاهدت بنفسي فيلما تسجيليا عن حياة الاطفال المستغلين كجوكية للجمال في سباقات الهجن التي يعيشونها اقل من الحيوانات في اسطبلات دبي … ومنذ عدة سنوات وانا جالس للدردشة على الانترنت فوجئت باستغاثة من فتاة مصرية قالت لي بانها جاءت للعمل في الامارات وبمجرد ان وضعت قدمها فيها فوجئت بانه لا توجد وظيفة وانه تم اختطافها واخذ باسبورها منها واجبرت على ممارسة البغاء وانها الان في مهمة لاصطياد الزبائن على الانترنت ولكن القواد الذي يراقبها غفل قليلا فانتهزت الفرصة لتخبرني قصتها ولكن للاسف انقطع الاتصال فجأة ولم اعرف مصيرها ولم تخبرني حتى بمن اتصل من اهلها ولم اعرف الا اسمها الاول …

ويكفي ان تطلع على تعليقات زوار موقع البي بي سي حول الموضوع ومنهم من يعملون بتلك الدول ومنهم من سكان تلك الدول الشرفاء ويقرون بان هذا يحدث فعلا ومنهم مصدومون غير مصدقين … بل ان البعض يروون مشاهداتهم وتجاربهم … فستجد مثلا كويتي يتهم صناع القرار في بلده انهم هم شخصيا من يتاجرون بالبشر لذلك لا يطالهم القانون واخر يطالب بوقف تجارة الجنس في الكويت … وثالث ينصح بعدم العمل في السعودية بالمرة … ورابع سوادني يتهم الاسر المالكة وخامس سعودي يعترف بانه يقوم بتلك الاعمال ولا يجد عنها بديلا … وسادس يضيف البحرين الى القائمة … وسابع لبناني عمل ست شهور بدون اجر ليسترجع باسبوره من الكفيل … وثامن يتهم امريكا التي تساند الاسر الحاكمة … وتاسع يقول بان نظام الكفيل ما هو الا نظام للعبودية والاسترقاق … وهذا هو ما سمحت البي بي سي بنشره ولكن على الانترنت وفي قلوب الناس قصص بالملايين عن اختطاف واغتصاب للنساء والفتيات والغلمان وليس الضحايا هنود وفلبينيات فقط ولكن مسلمون وعرب مثلهم … بل ان احدى قريباتي كانت تحكي لننا كيف انها كانت تلبس ابناءها الذكور بنطلونا تحت الجلباب بسبب ما قد يتعرضون له في المدرسة ولا يقتصر الامر على البسطاء من العمال ولكن يصل الى اساتذة الجامعات واسرهم ايضا … ومن يزور دبي ولو ليوم واحد ويقيم في فندق لابد وان يعرضوا عليه بضاعتهم من جميع الالوان …

نعود مرة أخرى الى موضوعنا ولماذا أريد إضافة إسرائيل الى تلك الدول وأهاجم امريكا لأنها كعادتها تتغاضى عن أفعال طفلتها المدللة إسرائيل وما دليلي على مزاعمي تلك ولكن قبل ان استمر اريد مرة اخرى ان انفي عن نفسي تهمة معاداة السامية اللي ماشية في العالم اليومين دول زي الفرة ما بتمشي في الكتاكيت … وساستعير من الاخ اللبناني رجاء شميل ما كتبه في هذا الخصوص لتوضيح اللبس حول الفرق بين السامي واليهودي والصهيوني والاسرائيلي … فالصهيوني ليس بالضرورة يهودي واليهودي ليس بالضرورة اسرائيلي والاسرائيلي قد لا يكون يهودي الديانة وليس بالضرورة كل يهودي صهيوني … ستة وتسعون بالمائة من الساميون ليسوا يهودا … سبعة وثمانون بالمائة من اليهود ليسوا ساميون !!! … اريل شارون يهودي ولكنه ليس ساميا وياسر عرفات مائة بالمائة سامي ولكنه ليس اسرائيليا … جورج بوش صهيوني ولكنه ليس يهوديا بل مسيحي وبول نيومان يهودي ولكنه ليس صهيونيا ولا ساميا وكذلك البرت اينشتاين … نصف مليون من المهاجرين الروس الى اسرائيل اصبحوا الان اسرائيليون ولكنهم لا يهود ولا ساميون ولا حتى يتكلمون العبرية !!! ولد المسيح يهوديا ولكنه لم يصبح ابدا اسرائيليا بل كان اول مسيحي … ولد المسيح ساميا ولكنه ابدا لم يصبح صهيونيا ولا يهوديا … د. اداورد سعيد مسيحي سامي وليس صهيونيا ولا اسرائيليا … الامة الاسرائيلية امة مفبركة بها سبع ثقافات مختلفة وثمانية عشر جنسية مختلفة واربعة عشر لغة مختلفة … اما انا شخصيا فجنسيتي مصري وديانتي مسلم ومن أصول سامية … فكيف اكون عدوا للسامية ؟؟؟

تصور السينما الغربية في فيلم الوصايا العشر سيدنا موسى وقد لعب دوره تشارلتون هيوستون وهو يهودي على ما اعتقد … تصوره واقفا امام فرعون يدينه ويتهمه بالعبودية واسترقاق البشر … وطبعا تغفل السينما الغربية عن حقيقة وهي ان اليهود ايضا كان لهم عبيد … بل ان دينهم يأمرهم بذلك !!! … حيث يفتري اليهود على لسان الله في كتبهم انه قال لهم حاشا لله: لا تستعبدوا اخوتكم ولكن يمكنكم ان تستعبدوا غيرهم من الشعوب الاخرى ليكونوا ميراثا لكم الى الابد !!! والطريف ان احد الصحفيين الامريكيين وهو سام فرانسيس فقد وظيفته كمحرر للافتتاحية في الواشنطون تايمز بسبب استشهاده بهذه العبارة من كتبهم الدينية !!!

وقد حاول منظري وباحثي جماعة امة الاسلام الزنجية في امريكا تجميع كتابات المثقفين والمؤرخين اليهود والتي يتبجح فيها هؤلاء الكتاب بسيطرتهم ودورهم في تجارة الرقيق ما بين افريقيا وجزر الهند الغربية وامريكا … وخاصة تلك الكتابات المخصصة للاستهلاك اليهودي … لكن نتج عن ذلك ان تم اتهام لويس فاراخان وغيره من اعضاء جماعة امة الاسلام بمعاداة السامية وافتراؤهم على اليهود بزعمهم بوجود دور لهم في تجارة الرقيق !!!

ولكن اقرب مثال في وقتنا الحاضر وهو ما لا تذكره اي وسائل اعلام غربية طبعا هو تجارة الرقيق الابيض في اوروبا الشرقية ودول الاتحاد السوفيتي السابق … تجارة الدعارة والتي يتخللها خطف واحتجاز وتعذيب الاف من الاناث من تلك الدول وتقول الدراسات ان هذا النوع من الجريمة المنظمة يسيطر عليه تماما لا احد غير اليهود !!! ومعظم هذه التجارة يتركز في دولة اسرائيل !!! ومنها يتم التصدير الى جميع انحاء العالم ومنها العالم العربي والاسلامي … وهو ما سنتطرق اليه بتوسع بعد قليل …

وقبل ان استمر دعوني اقتطف لكم بعض الايات من كتبهم:
– وعبيدكم من الذكور والاناث الذين تمتلكوهم فيمكنكم شراء الذكور والاناث من الامم المحيطة بكم
– يمكنكم ان تورثوهم لابنائكم من بعدكم ليرثوهم كملك لهم للابد ليجعلوهم عبيدا
– ولكن على اخوتكم من ابناء اسرائيل لا تحكمون ابدا ولا يستعبد بعضكم بعضا
(سفر اللاويين)

ومؤسسة الرق والاستعباد لا ينكر احد انها موجودة منذ الازل ولم ينظراليها احد ابدا في اي عصر على انها عمل نبيل او راق او شريف … ورفض العطوفين من الناس رجال ونساء على مر العصور اساءة المعاملة التي يلقاها العبيد خاصة النساء والاطفال على يد تجار الرقيق … حتى ان الاسلام والمسيحية قد حضا على حسن معاملة العبد بل واطلاقه ان امكن … حتى ان كثير من المعاصي التي تستوجب التكفير عن الذنب في الاسلام مثلا يكون التكفير فيها باعتاق رقاب العبيد … وفي المقابل نجد اليهود بالرغم من الهالة التي احاطهم الاعلام الغربي والعالمي بها من انهم أمة مضطهدة مستعبدة دائما يساء معاملتها … نجدهم على مر العصور وحول العالم كله من تحكموا في اسوأ الممارسات البشرية واحلكها سوادا وشرا … الا وهي تجارة العبيد !!!

من وصل الى القراءة حتى هذا السطر قد يشعر انني أتجنى وأنني لم اقدم اي ادلة على ما ازعمه حول الدور التاريخي الرائد لليهود في تجارة الرقيق لكن دعوني هنا اقتبس من مقال للمؤرخ اليهودي جاكوب ماركوس عن اليهود موجود في الموسوعة البريطانية حيث يقول ان التجارة في العصور الوسطى والمظلمة في اوروبا الغربية كانت بيد اليهود وخاصة تجارة الرقيق … ولم يغفل الكتاب المسيحيين في اوروبا عن توثيق حوادث تعرض لها اطفال من اساءة جنسية وغيرها على يد تجار الرقيق اليهود الذين اختطفوهم … وفي العصر الروماني كان هؤلاء التجار يتبعون الجيش الروماني الغازي ليستعبدوا جنود اعدائهم … بل وحتى استعباد سكان البلاد المفتوحة … ثم نجد في العصور الوسطى بعض رجال الدين المسيحي بعد ان رأوا بشاعة ما يقوم به هؤلاء التجار ما كان منهم الا ان حكموا بان لا يمتلك يهودي او يتاجر في نساء او اطفال مسيحيين … اما المؤرخون اليهود في كتاباتهم لتاريخهم لم يجدوا غضاضة في ان يعترفوا بالدور اليهودي في تجارة الرقيق … معتبرين اياها تجارة عظيمة الربح والفائدة لليهود … فمثلا في كتاب تاريخ اليهودي من السبي البابلي الى نهاية الحرب العالمية الثانية والذي نشرته جمعية النشر اليهودي في امريكا يقول الكاتب: كان اليهود من اهم تجار العبيد في المجتمع الاوروبي !!!

هناك كتاب اخر اسمه من الذي جاء بالعبيد الى امريكا من تاليف والتر وايت … والكتاب يتحدث بغزارة عن دور اليهود في تجارة الرقيق في حوض البحر المتوسط ثم يتحدث عن كيف ان اليهود بالرغم من وجودهم المحدود واعدادهم القليلة في المستعمرات الامريكية الجديدة تمكنوا من التحكم في هذه التجارة المهولة … هذا على الرغم من دأب سينما هوليود على تصوير تجار العبيد انهم من البيض الانجلو سكسونيون من الولايات الجنوبية يبحرون الى افريقيا لاصطياد العبيد واحضارهم الى امريكا وصور هؤلاء التجار على انهم مسيحيون يتسمون باسماء مثل جونز وسميث وهم غالبا سكيرون غليظوا القلوب …

احد الكتاب اليهود الامريكيين وهو مارك رافائيل يتفاخر في كتابه اليهود واليهودية في امريكا الشمالية … يتفاخر بالدور اليهودي العظيم في تجارة العبيد … وهنا اترجم بالنص من كتابه:

– لعب التجار اليهود دورا كبيرا في تجارة العبيد بل في الواقع انه في كل المستعمرات الامريكية سواء كانت فرنسية مثل مارتينيك او بريطانية او هولندية كان للتجار اليهود اليد العليا والسيطرة الكاملة … وهذه الحقيقة لا تختلف اطلاقا في قارة امريكا الشمالية نفسها حيث شارك اليهود فيما يسمى التجارة المثلثة وهي كانت عبارة عن اصطياد العبيد من افريقيا واحضارهم الى امريكا لاستبدالهم بالمولاس الذي كان يؤخذ الى نيو انجلاند ويحول الى خمر الرُم الذي يعود فيباع في افريقيا … لقد سيطر كل من ايزاك دا كوستا في شارلستون وديفيد فرانكس في فيلاديلفيا وأهارون لوبيز في نيو بورت على تجارة العبيد في امريكا الشمالية بالكامل في القرن الثامن عشر.

وقد كانت اقوى مراكز تجارة العبيد في امريكا الشمالية هو نيوبورت هذه في رود آيلاند والتي شكلت نقطة حيوية في تجارة العبيد والرُم والمولاس الثلاثية بين جزر الهند الغربية وافريقيا ونيو انجلاند … والمصادفة الغريبة التي اكتشفها الكاتب الامريكي ديفيد ديوك هي ان نيو بورت هذه ذات الماضي المشبوه بها اقدم معبد يهودي في امريكا الشمالية كلها وأكبر جالية يهودية استوطنت أمريكا.

ولنأخذ مثالا وهو اهارون لوبيز الذي ذكره مارك رافائيل … عاش أهارون في نيوبورت وهو يهودي من اصل برتغالي … وكان يعتبر أقوى تاجر للعبيد في الامريكتين وامتلك عشرات السفن واستورد الاف من العبيد السود للنصف الغربي من الكرة الارضية … وتذكر المدونات وقتها ان في رحلة واحدة لاحدى سفنه وهي كليوباترا مات 250 من العبيد !!! وهذه الخسارة الفادحة في الارواح البشرية لم تمنع المؤرخ اليهودي جاكوب ماركوس من الاشادة باهارون لوبيز هذا حيث يقول عنه : يعجز الانسان عن وصف تلك الشخصية الجذابة !!! واهارون لوبيز هذا برغم انه كون كل ثروته من المستعمرات الا انه خرق كل اتفاقيات منع الاستيراد من البريطانيين خلال فترة الثورة والاستقلال الامريكي ودعم النفوذ البريطاني في المستعمرات ضد التحرر!!!

ومن كتاب قديم اسمه اليهودية في العالم الجديد – من 1492 إلى 1776 – وهو احد اهم الكتب للتأريخ للوجود اليهودي في الامريكتين نجد الفقرة التالية:
– لقد جاؤوا بالسفن محملة بالافارقة السود بغرض بيعهم كعبيد وكانت تجارة العبيد احتكارا ملكيا للتاج الذي عين اليهود كوكلاء له في عمليات البيع للعبيد … لقد كان اليهود اكبر متعدي السفن في منطقة البحر الكاريبي باكملها حيث كانت عملية الشحن بالسفن عملا مقصور على اليهود فقط لا ينافسهم فيه احد … حيث كان اليهود لا يمتلكون السفن فقط ولكن كانت طواقم السفن نفسها باكملها من اليهود تخوض البحار بامرة قباطنة من اليهود ايضا.

ويقول جاكوب ماركوس:
– كانت شركة الهند الغربية التي احتكرت استيراد العبيد من افريقيا تبيعهم في مزادات علنية بمقابل نقدي … وطبعا كانت النقود السائلة في ايدي اليهود فقط تقريبا … لذا كان المشترون الذين يظهرون في تلك المزادات غالبا من اليهود … وبسبب نقص المنافسة استطاعوا دائما شراء العبيد باسعار منخفضة … وبالتالي لم تكن هناك منافسة لهم ايضا في بيع العبيد لمالكي المزارع والمشترون الاخرون في العالم الجديد … ومعظمهم كانوا يشترون العبيد بالاجل على ان يدفع الثمن نهاية الموسم التالي على شكل سكر … وتمكن اليهود بذلك من فرض فائدة عالية بلغت 300% واذا حدث وجاء ميعاد الدفع في عطلة يهودية يتم التاجيل وبالتالي دفع فائدة اكبر !!!

وبالرغم من انه لا يمكن الدفاع عن تجارة العبيد بالمعايير الاخلاقية للعصر الحالي الا انه يمكن القول بان ظروف الاستعباد في الامريكتين كانت ارحم من الظروف بالغة الوحشية بشكل لا يصدق في افريقيا … والتي كانت تبلغ مداها في عملية النقل بالسفن الى العالم الجديد ويقدر المؤرخون نسبة وفاة من 10 الى 15% بين صفوف العبيد اثناء النقل بسبب ظروف الازدحام والقذارة المطلقة على السفن … وبما ان اليهود كما راينا قد سيطروا على تجارة الرقيق منذ العصور الغابرة اذا ليس الافارقة السود وحدهم من عانوا من هذه الظروف الغير ادمية … ولكن رقم هائل ايضا من سكان منطقة البحر المتوسط … ولم يكن اليهود تجارا للعبيد فقط ولكنهم حرصوا على ان يمتكلوا اكبر عدد من العبيد لانفسهم.

وحول هذا الموضوع يقول جاكوب ماركوس ايضا:
– من بداية القرن الثامن عشر وحتى بداية القرن التاسع عشر كان اليهود في الشمال يمتلكون خدما من السود وفي الجنوب كانت كل المزارع التي يمتلكها اليهود تعج بالعمالة السوداء … وفي احصائية تمت عام 1820 وجد ان نسبة 75% من العائلات اليهودية في تشارلستون وريتشموند وسافاناه كانوا يمتلكون عبيدا موظفون كخدم … ونسبة 40% من العائلات اليهودية في امريكا امتلكت عبدا واحدا على الاقل ولم يصدر عن اليهود اي احتجاج على العبودية سواء في الجنوب او الشمال ولو حتى من منطلق اخلاقي.

وهذه النسب التي ذكرها ماركوس تبين لنا ان اليهود كانوا احرص من البيض على امتلاك عبيد خصوصا لو علمنا ان نسبة البيض ممن يمتلكون عبيدا هي أقل من 10% فقط !!! وهو نفس الامر الثابت تاريخيا من العصور القديمة والوسطى عندما كان اليهود يعيشون في منطقة البحر المتوسط وحتى مائتي سنة هي عمر تجارتهم في الافارقة السود كانوا قبلها يتاجرون بكل الالوان والاجناس من شعوب العالم منذ ما قبل ولادة المسيح عليه السلام !!! وربما يفسر هذا سبب تحامل بعض الشعوب التي عاش اليهود بينها عليهم بسبب شهرتهم كتجار للعبيد ولو ان التحامل في منطقتنا العربية والاسلامية كان اقل بكثير من غيرها نظرا لسماحة شعوب هذه المنطقة في تلك الفترات وسماحة عقيدتهم … وكل هذه حقائق يتجاهلها الاعلام الغربي الذي يتحكم به اليهود وفقط نستطيع ان نعرف الحقيقة من مثقفي اليهود الذين حرصوا كل الحرص على التدوين الدقيق والشامل والصادق لتاريخهم الاسود الذي هو مصدر فخرهم وان كانوا يوجهونه فقط للقاريء اليهودي.

وقد اثمرت محاولات جماعة امة الاسلام السوداء في الولايات المتحدة بعمل ابحاث متعمقة في نفس الموضوع والتي قام بها قسم الابحاث التاريخية بالجماعة عن حصولهم على وثائق تاريخية معتمدة تثبت صحة هذا الموضوع ونشر كل ذلك في كتاب هام جدا واسمه: العلاقة السرية بين السود واليهود.

ومن الطريف ان احد افلام المخرج اليهودي ستيفن سبيلبيرج التي كسرت الدنيا كما يقولون والذي يتحدث عن الرق واسمه – أميستاد – لم يكن به اي شخصية يهودية بالرغم من سيطرة يهود رود آيلاند ونيو بورت في تلك الحقبة على تجارة العبيد … وكان كل تجار العبيد في الفيلم من المسيحيين !!! وشاركت كل من التايمز والنيوزويك بمقالات عن الفيلم في حملة انكار وجود اي دور لليهود في تجارة العبيد بالرغم مما كتبه المؤرخون اليهود انفسهم ولم يتح لقراء تلك المجلات الاطلاع عليه !!! وقليلون هم من قرأوا كلمات رئيس تحرير مجلة الجمعية التاريخية اليهودية الامريكية عندما كتب: لقد لعب التجار اليهود دورا كبيرا في تجارة العبيد في كل المستعمرات الامريكية.

أما الدعارة او تجارة الرقيق الابيض فهي ايضا تجارة قديمة قدم التاريخ … وكما راينا من هيمنة اليهود على تجارة منظمة كتجارة العبيد فليس مستغربا ان نعرف ان اليهود هيمنوا ايضا على تجارة البغاء والتي هي فرع طبيعي من تجارة العبيد لان المسألة لا تحتاج أي ذكاء لنستنتج ان الفتيات والصبية الصغار يمكن تاجيرهم للاستغلال الجنسي !!! وان الفتيات البيضاوات المراهقات يمكن ان يبعن باسعار هائلة لملوك وسلاطين الامم الاخرى خاصة لو اختلفت الالوان والاجناس.

وقد كان اول حديث عن حريم للملوك ليس في الثقافة الاسلامية كما يعتقد ولكن زعم اليهود ان سيدنا داود عليه السلام كان يمتلك حريما من الفتيات الصغيرات … ومن وقتها وصولا الى مدام زافييرا هولاندر الشهيرة وهايدي فلايس اليهوديات صاحبات افخم بيوت الدعارة في اوروبا كان اليهود هم من يتحكمون بتجارة الدعارة حتى انني اجدني اميل لتصديق فيلم اليهودي الخالد الذي انتج في الحقبة النازية باشراف من جوزيف جوبلز واورد احصائيات حول هذه الظاهرة … وان كان هذا الفيلم يعد من الافلام المنبوذة الممنوع عرضها في العالم … ويقول الكاتب الامريكي ديفيد ديوك انك لتجد ما يشبه الهوس في التلمود حول العلاقات الجنسية والتفرقة ما بين الشاذ والطبيعي منها … علاقات محارم وعلاقات ما بين بالغين واطفال من الجنسين وعلاقات مع الخادمات والعاهرات … ولا نستطيع ان نلوم سيجموند فرويد اذا عندما يقول ان الاعضاء التناسلية هي أهم حقائق الحياة وان كل ذكور الانسانية لديهم رغبة سرية في مجامعة امهاتهم !!!

وبالنظر عميقا في تاريخ الدعارة في العالم وتحديدا في القرن الماضي في وسط اوروبا وفي اوقات المجاعة والمصاعب المعيشية كنت تجد يهودا منمقين مفوهين حسني المظهر والمنطق يذهبون الى المجتمعات الفلاحية ويخبرون الاباء بان بناتهم يمكن ان يحصلن على حياة كريمة في امريكا التي تعاني من وجود نقص في الايدي العاملة في المنازل وبما تكسبه بناتهم سيتمكن من دفع تكلفة الرحلة وبداية حياة جديدة في ارض الحرية والوفرة … وللاسف بعض الفلاحين كانوا يصدقون تلك المزاعم ويتخلون عن بناتهم المراهقات ليعملن كخادمات في امريكا من اجل حياة افضل لهن في المستقبل ولكن بدلا من ذلك وبدلا من الحياة البراقة الجديدة انتهت عشرات الالاف منهن يعانين في مواخير العالم الجديد.

المؤرخ اليهودي ادوارد بريستو يقول في كتابه الدعارة والتحامل على وزن رواية الكبرياء والتحامل ان لليهود الدور الاكبر في شبكة الدعارة العالمية وهذا هو السبب في المشاعر السلبية التي حملها اهل اوروبا الشرقية نحو اليهود وفي هذا الكتاب يكشف بريستو اليهودي بنفسه ان مركز التجارة اليهودية في الرقيق الابيض من الفتيات المسيحيات من بولندا وما حولها كانت مدينة تسمى اوسفيسيم والتي اسماها الالمان أوشفيتز !!! وهذا الاكتشاف البسيط يمكن ان يوضح الصورة كثيرا حول حقيقة الصراع بين الحركات القومية الاوروبية واليهود …

وتستمر السيطرة اليهودية على تجارة البغاء في العالم والحقيقة انها حاليا على اعلى مستوى من اي حقبة تاريخية مضت … فقد نشرت صحيفة نيو اورلينز تايمز في 11 يناير 1998 مقالا بعنوان تجار الرقيق يغرون النساء من العرق السلافي وقد كتبه مايكل سبكتر ووزعته خدمة نيو يورك تايمز الاخبارية المملوكة ليهود ويوثق هذا المقال لعملية ضخمة من الاتجار بالرقيق الابيض يقوم بها يهود ويبدا المقال بقصة لفتاة اوكرانية جميلة شقراء هربت من الفقر واليأس في بلادها بالاستجابة لاعلان صغير منشور في جريدة محلية في مدينتها يعد بوظائف واعدة بالخارج وكيف انتهى بها الحال الى غانية في اسرائيل … ودعوني اقتبس واترجم لكم مقتطفات من المقال:

– كانت تبلغ الواحدة والعشرين من العمر … واثقة من نفسها وسعيدة لخروجها من اوكرانيا ومثلت لها اسرائيل عالما جديدا … ولاسبوع او اسبوعين كانت كل الاحلام واردة وكل شيء ممكنا حتى استيقظت ذات صباح لتجد نفسها مقتادة الى ماخور ومديرها يحرق جواز سفرها أمام عينيها …

– انا امتلكك الان … هكذا تتذكر ما قاله لها … انت مملوكة لي وسوف تعملين عندي حتى اريد انا ولا تحاولي الهرب فليس لديك أوراق ولا أنت تتكلمين العبرية … سيقبضون عليك ويرحلونك وعندها سنحضرك هنا مرة أخرى !!!

وكل ما تفعله الحكومة الاسرائيلية للقضاء على ظاهرة الاسترقاق هذه هو انها تقوم بترحيل نسبة مئوية ضئيلة جدا من هؤلاء الفتيات عندما لا تجد معهن اوراقا للاقامة … تم ترحيل الف وخمسمائة فتاة اوكرانية فقط من اسرائيل في الاعوام الثلاثة الماضية … ويظل الميزان هنا مختلا لصالح تجار الرقيق ضد الفتيات اللائي لا حول لهن ولا قوة … واذا فكرت فتاة في رفع شكوى ضد القواد الذي تتبعه يجب ان تبقى هي وليس هو في السجن حتى تاريخ النظر في قضيتها !!! وقد تحدث سبكتر كاتب هذا المقال مع احدى حارسات السجون في سجن نيفا تيرتسا وقالت انه لم يحدث من قبل ان شهدت فتاة ضد قوادها لهذا فالقوادون يحميهم النظام الاسرائيلي الذي يعاقب المجني عليهن …

وينقل لنا سبكتر على لسان احد القوادين الاسرائيليين ويدعى جاكوب جولان ان كل النساء اللائي يعملن لديه هن من روسيا وهذا هو الحال في كل اسرائيل … العاهرات روسيات والقوادون اسرائيليون … ويضيف جاكوب جولان … الاسرائيليون يحبون الفتيات الروسيات فبشرتهن بيضاء وشقراوات ومختلفات عنا … كان يقول هذا الكلام وهو يقهقه من الضحك …

وبالطبع ليست اسرائيل هي الوجهة الوحيدة للنساء من شرق اوروبا فالعصابات اليهودية في روسيا ذات اواصر وطيدة ببقية العصابات اليهودية المنظمة حول العالم كله … وتقول احصائيات وزارة الداخلية الاوكرانية ان حوالي 400 الف انثى تحت سن الثلاثين اخرجن من اوكرانيا خلال العقد الماضي … واوكرانيا هي واحدة فقط من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق … وتقدر المنظمة العالمية للهجرة الاتجار بالنساء من اوروبا الشرقية بحوالي نصف مليون انثى يتوزعن على اوروبا الغربية والعالم كله سنويا وهي ماساة مكتملة الجوانب لا تجد لها اي صدى في الصحافة العالمية.

مجلة مومنت الامريكية وهي مجلة يهودية للثقافة والراي احتوت في عدد ابريل 1998 وتحديدا على صفحة اربعة واربعين على مقالة بعنوان العاهرات في الارض المقدسة تتناول تحديدا التجارة الاسرائيلية القومية في العاهرات الروسيات … وعن الزبائن الذين يتضمنون ايضا حاخامات يركبون دراجاتهم الى بيوت الدعارة ومنها اترجم لكم:

– نسبة كبيرة من الزيائن او كما يسمون في كار المهنة – جونز – هم من اليهود الاورثوذوكس المتشددون او الالترا اوثوذوكس … رجال متدينون ممن يسيرون في حياتهم على نهج القانون اليهودي او الهالاكاه والذي يحدد لهم ما يشبه الجداول لمتى يمكن ومتى لا يمكن لهم معاشرة زوجاتهم … وفي مساء الخميس من كل اسبوع وهي ليلة الفسح والخروجات في اسرائيل تكون الاوتوبيسات محملة بهم قادمون من حيفا والقدس ومناطق اسرائيل المختلفة الى تل ابيب لبضع لحظات مسروقة من المتعة والعاطفة في بيوت المساج او خلف الكثبان الرملية او حتى في حارة مهجورة … اما الزبائن الاخرون فيشملون محاسبون ومحامون ورجال شرطة ورجال سياسة !!! ويقول التحري شاكار من شرطة تل ابيب لمكافحة الرذيلة ان منظومة المجتمع الاسرائيلي بكاملها تصب في صالح بقاء مهنة الدعارة ويمكنكم النظر الى تل باروخ حي الدعارة بتل ابيب على انه اسرائيل مصغرة بكل تفاصيلها …

والعاهرات في اسرائيل لسن كمثل العاهرات في اي دولة اخرى … فالعاهرات يسمين سكس سليفز او عبيد للجنس … والاغلبية من العاهرات ياتين من اوروبا الشرقة مع قلة قليلة من الفلسطينيات … ويبعن في ما يشبه المزاد العلني … فبمجرد وصول الفتاة الى اسرائيل يتسلمها زعماء العصابات الاجرامية ليضعونها فيما يشبه بيت للمزادات حيث يزايد اصحاب المواخير وبيوت المساج وكل من يعرض سعر اعلى يحصل على الفتاة لتعمل لديه … فماذا ينقص لتعتبر الفتاة جارية ؟؟؟

ويتعرض المقال السابق ايضا الى ظاهرة اخرى خطيرة وهي العاهرات من اصول عربية وفلسطينية وانهن يتعرض للايذاء الجسدي المتعمد من قبل زبائن يهود يفعلون ذلك من قبيل التشفي والانتقام الجنسي من العرب حيث يقول المقال:

– بعض القوادين يحكون عن زبائن محددين ياتون فقط بحثا عن عاهرة من اصل عربي او فلسطيني ويطلبونها باسم ارهابية فلسطينية وذلك من اجل الانتقام الجنسي المصحوب بالتعصب العرقي والقومي وبالفعل يمارسون معهن الجنس بكل كراهية وغضب …

وفي مناقشة الاوراق المزورة التي تستخدم في تهريب الفتيات من اوكرانيا لاحظ سبكتر من الشهادات ان الاوراق غالبا ما يتم الحصول عليها من نسوة عجائز يهوديات في اوكرانيا على الرغم من الحديث دائما عن عصابات الجريمة الروسية المنظمة والمافيا الروسية !!!

ان كتاب اليهود ممن يتزعمون حملات القاء الاتهامات بمعادات السامية لا يتحدثون ابدا عن السيطرة اليهودية على منظومة الدعارة العالمية وتاريخهم في تجارة العبيد ولا يشيرون ابدا الى ان تلك النشاطات اليهودية المشبوهة هي ما تجعل من السهل تفهم المعاداة لليهود حول العالم … ولنتخيل مثلا رد فعل الاعلام الدولي حيال استرقاق الاف من الفتيات اليهوديات ووضعهم في بيوت للمزادات وتعريضهم لكل انواع الوحشية خاصة الجنسية … تخيلوا حجم رد الفعل من الاعلام اليهودي … لكن بما ان من يتعرض لذلك هن ملايين من الفتيات المسيحيات والمسلمات ومن مختلف الاجناس البشرية لا يهم ذلك أحد بما في ذلك الحكومة الامريكية المسيحية التي تتهم مصر والسعودية والامارات وقطر والكويت والسودان وربما تطلق حملات اعلامية ضخمة قريبا يشارك فيها نجوم هوليود … وتيجي عند اسرائيل وتعمل عبيطة وما خدتش بالها …

وائل عباس

المراجع:

– Leviticus
– Encyclopaedia Britannica
– A History of the Jew: From Babylonian Exile to the End of World War II
– Who Brought the Slaves to America
– Who Really Engaged in the African Slave Trade
– Jews and Judaism in the United States
– And Don’t Forget the Guinea Voyage
– The Colonial American Jew
– The Jew and the American Revolution
– New World Jewry 1493-1825
– Jews in Colonial Brazil
– United States Jewry
– Prostitution and Prejudice
– Studies in Contemporary Jewry
– New York Times News Service

– Moment Magazine

wa2el3abbas@yahoo.com

 

اترك رد