في المرحلة الثانوية , كان لدينا استاذ لغة عربية (رحمه الله)جيد وقدير , للاسف كان موضع سخرية وت
ندر منا نحن طلابه لليوم رغم انه استاذ جيد (توفي منذ سنوات لروحه الرحمه دائما), كان سبب سخريتنا الغبية منه انه في كل حصة تقريبا , وايا كان موضوع الحصة , اعراب , قواعد , نثر , شعر جاهلي , اموي عباسي .. فانه يندر ان لا يلف ويدور اثناء الشرح ويقول لنا جملة انطبعت بعقولنا :
باوربا بيزرعو شوال بطاطا بيطلع مية شوال , عنا بيزرعوا شوال بطاطا , بيطلع شوال !!
كان مدهشا كيف يلوي الاحاديث والمواضيع ليصل بنا الى مكان يستشهد به ويكرر عبارته تلك بترخيم كاني اسمعه الان في اذني.!
وهكذا اجد نفسي لليوم بعد مرور تلكم السنوات كلما التقيت باحد من زملاء الثانوية فربما نكرر تلك العبارة كجزء من ذكرياتنا الساخرة !!
غير اني اليوم لحظت معنى عميقا لتلك العبارة بعدما قرات نقاشا لصديق عن انتقال سوريا في 2005 من الاقتصاد الاشتراكي الى اقتصاد السوق الاجتماعي ,اشتراكي ايش واجتماعي مين وراسمالية فين ….على كل يحتج البعض في النقاش باننا دولة مواجهة , ولهذا فشلنا بتطبيق اي منهما(الاشتراكية والسوق الجتماعي) الخ ..
استذكر معلمي واقول بجدية مثله :
من الاربعينيات اسرائيل في مواجهتنا جميعا , ونهددها بالرمي بالبحر وخطابات الزعيم القائد هداك والزعيم القائد الاخر شاهد على ذلك ..
من الاربعينيات ولليوم تسيطر اسرائيل التي سنغرقها ببولنا ,على سوق الحمضيات في العالم رغم انها في المواجهة مع اعداء كثر هم نحن , تنتج اقل منا , ولا اعرف ان كان اقتصادها اشتراكيا مثلنا ام راسماليا مثلهم ام سوق اجتماعي اختراعنا , لكني اعرف اننا لليوم لا نعرف تسويق منتج الحمضيات عندنا .
على طريقة الاستاذ:
باسرائيل بيزرعو شجرة ليمون او برتقال وتنجب لهم رفاهية , بنما نعجز بعد سبعون عام ونيف عن معرفة ما هي نظريتنا الاقتصادية المناسبة ,اوحتى ماذا نعمل ووفق اي نظرية حقا نتصرف ؟! بل كيف يمكن تسويق واستثمار محصول الليمون والبرتقال ..
من الشاعر الحقير الذي قال كل ليمونة ستنجب طفلا … يبدو اننا نعشق السوق الاجتماعي (بفتح السين), كوننا دولة مواجهه !!