قال صديقي الكولونيل نهاد أتيك (صديق الدراسة) رحمه الله :عندما انهيت المدرسة العسكرية قبل التحاقي بالكلية الحربية انضممت الى دورة خاصة للضباط في الوحدات العسكرية لمدة ستة أشهر.
في مجموعة الأسلحة الأتوماتيكية التي أرسل اليها نهاد كان بغل شرس ومزاجي يعض من يمر امامه ويرفس من يقف خلفه عجزوا عن لجمه بحبل او سلسلة يأبى تحميله أي ثقل ولو أجبر على ذلك فأنه يقوم برميه وأن عجز فأنه يركض نحو الروابي حتى يتخلص من حمله.
وفجأة أصبح هذا الحيوان هادئا وأليفا فاستغرب الجميع هذا التحول وبحثوا عن السبب
قام أحد المربين بربط بغلة أمام البغل ومنذ تلك اللحظة تحولت طباع هذا البغل وأصبح هادئا واليفا حتى أنه انقطع عن الأكل والشرب فلا يأكل التبن الذي يوضع أمامه الا عندما تنهي البغلة طعامها فيبدأ هو بتناول طعامه
عندما ساقو الحيوانات للشرب وقف البغل بجانب انثاه يراقبها وعندما قامت هي بشرب الماء قام هو بشرب الماء
هذا البغل الذي كان يأبى تحميله باي شيئ راح يقف بجانب انثاه عندما كانو يحملونها كي يضعوا الحمل على ظهره..حسب حديث المراقبين أن البغل بذلك كان يحاول مشاركتها الحمل كي يساعدها ويخفف عنها وأنك لو قتلته فلن يسمح لك بتحميله قبل أن يطمئن على حملها
وهكذا خرجوا بنتيجة مفادها أن تغير سلوك هذا البغل هو عشقه وولهه بأنثاه وبما أن البغل عقيم فهذا يعني أن هيامه هو عشق عذري
وبعد أيام وأيام ولا أحد يعرف هل نقلوا تلك المعشوقة الى وحدة أخرى أم باعوها أم ماتت ومهما كان السبب فالبغل بقي وحيدا بعد هذا الفراق عاد البغل الى سابق عهده وأكثر لا يمكن ضبطه ولا ربطه ولا …. بعد فترة ليست طويلة صعد البغل الى مكان عال جدا وألقى بنفسه ليسقط ويتقطع ويموت
من كانه يظن هيام هذا البغل بالبغلة أدى الى نتيجة أنه انتحر بسبب قصة حب فاشلة!!!
لذلك أن يعشق البغل ويقدم على الأنتحار هذا تفسير غير معقول لأنه كما يقول البعض (مجنون يحكي وعاقل يسمع) أيعقل أن يصعد البغل الى اعلى الجبل وأن يرمي بنفسه لأي سبب من الأسباب.