ترجمة: محمد رضا بلال
كيف يسمح بوجود الصحف في بيت ينمو فيه الاطفال!
وكم من الدماء افسدوا لنا… ابني الكبير في الصف الثاني, البنت في الاول, والصغير مازال في البيت. في يوم الاحد كانت الاسرة كلها مجتمعة. وفي ايام الاحاد. كنا نستلم خمسة صحف اما في ايام العمل فثلاث.
ـ جدتي, ماذا تعني ستربتيز؟ سأل الولد. كانت الجدة تكوي البياضات في الغرفة نفسها.
ـ اخرس. من اين تعلمت هذه الكلمة! يجب وضع الفلفل في فمك على هذه الكلمة! يأتي بكل سخافة انهالت امي على الولد.
ـ لم آت بشيء, هكذا يكتبون في الجريدة… نجمة الستربتيز… اجاب الولد.
ـ اخرس, قلت لك!.. صاحت والدتي وسحبت الجريدة منه.
ـ ليس هكذا, قلت لوالدتي سيستفهم الولد بهذا الشكل اكثر. على السؤال يجب الجواب..
ـ هذا الذي كان ناقصا! قالت والدتي… واحدة في مثل سني تشرح لولد ماتعنيه كلمة ستربتيز. عندها توجه اليّ الولد بالسؤال:
ـ بابا, ماذا تعني ستربتيز؟
ـ هات الجريدة لارى
جلب الجريدة.. صورة معبرة. عندما بدأت اشرح المشهد عما تعنيه الكلمة اقترب الصغيران الاخران.
ـ هل ترون هذه الصورة… اذا قامت المرأة هكذا بخلع ارديتها رداء وراء الاخر يسمى هذا (ستربتيزاً). المرأة في الصورة تخلع ارديتها تريد الذهاب الى النوم.
ـ والاولاد الا يعملوا ستربتيز؟ سألت ابنتي.
ـ لا.. الفتيات فقط
ـ لماذا؟
ماذا اجيب؟
ـ الشباب لا يخلعون ارديتهم هكذا.. البنات فقط.
ـ هل سأعمل انا ستربتيزاً؟
ـ هذا ايضا!.. صاحت الجدة
ـ انت لن تعملي يابنيتي… قلت لها.
ـ لماذا؟ الست فتاة؟
ـ يا مجنونة مازلت صغيرة.. تكبرين وتعملين… قال لها ابني مقالة العارف.
ـ جدتي هل كنت تعملين ستربتيزاً؟ سألت البنت جدتها فجأة.
ـ علمهم… علمهم قالت لي امي بحنق وخرجت من الغرفة الى المطبخ هازة رأسها.
مساء وعلى العشاء, كان مفترضا ان يأتينا ضيوف ثلاثة من أصحابي مع زوجاتهم مخرج, مهندس ومدير عام. منذ زمن بعيد وأن اميل للسينما لذا فقد كوّنا مجموعة سينمائية, والاجتماع من اجل بحث امور العمل. كان علي ان اكتب السيناريو, المدير العام والمهندس وعدا بتمويل المشروع, زوجة المهندس تلعب الدور الرئيسي في الفيلم, والمخرج لاخراج الفيلم. متعاونين بهذا الشكل كنا نرغب بإنتاج فيلمنا الاول بأقل التكاليف. التم الضيوف. كنا لا نزال جالسين الى الطاولة والبحث يجري. كان الاطفال في الغرفة ايضا. فجأة اسمع ابني الاكبر يسأل زوجة المخرج, وهي راقصة سابقة:
ـ خالتي.. هل تستطيعين ان تعملي ستربتيزاً؟
ستظن حتما بأن نحن الذين علمنا الولد… اسكت.. اصمت. اشرت اليه مضطربا
ــ لقد قرأ اليوم في الصحيفة هذا قلت لهم مكشراً.
ــ ولكن بابا لماذا يخلعون الملابس بهذه الطريقة.
اسرعت زوجتي بإخراج الطفل من الغرفة. واخذنا بالتحدث حول الفيلم. فجأة برز ابني في غرفة الضيوف والجريدة في يده متوجهاً فوراً الى زوجة المخرج:
ـ خاله, ماذا تعني كلمة (بيت عمومي)؟ توجد هنا صورة… انظري…
ـ تعال الى هنا ـ قلت له فورا تعال ـ لاشرح لك انا… (البيت العمومي). ومن اجل انقاذ الموقف قلت موجهاً الحديث للضيوف.
ــ طفل… اولاد فضوليون.. يقرؤون كل ما يرونه في الصحيفة ويستفهمون عن كل شيء.
ــ هيا بابا… بسرعة.
ــ البيت العمومي هو بيت عادي ولكنه عمومي..
ـ وهل بيتنا عمومي!
ابتسم الضيوف
ـ لا اجبته بيتنا خصوصي…
ـ لم افهم شيئاً, ولكن ماذا تعني (بيت عمومي)؟
ـ سأقول لك غدا… اذهب الان الى اخيك واختك…
في هذه المرة دخلت الصغيرة والملحق بيدها وقالت لنجمة السينما:
ــ خالتي. اقرأي ماذا تقول هذه الخالة…
ــ اية خالة؟
قرأت في الصحيفة اسم نجمة سينما شهيرة تقول: (الطريق الى المجد يمر عبر سرير المخرج).
ــ ترهات جرائد سخيفة قالت زوجة المخرج.
ــ بابا ولكن لماذا يمر الطريق عبر السرير؟
ــ يا ابنتي الا تنامين احيانا مع ماما في السرير؟
ــ ولكن الا يوجد لنجمة السينما سرير خاص؟
ـ يوجد, يوجد… يوجد ولكن احيانا مثلا تتأخر على الباص او تمرض…
هبت زوجة المهندس واقفة.
ـ نحن نستأذن.
ـ مازال الوقت باكرا جدا؟ الى اين؟ والعشاء؟
أنا مستاءة قالت زوجة المخرج.
ـ عدم المؤاخذة… مستاؤون مني؟ من ولد غير واع
يسأل عن معنى البيت العمومي؟
تغيرت القسمات على وجوه الجميع فجأة.
نهضت ايضا زوجة المدير العام.
ـ نحن ايضا… آن اوان الذهاب.
ـ ياسادة ارجوكم… ارجو عدم المؤاخذة… اذا كان اطفالنا…
قام الضيوف وخرجوا بهدوء. حسن ان الامر انتهى عند انهيار مشروع الفيلم. استاء اصدقائي الثلاثة مع زوجاتهم ومنا ومن بعضهم. اما زوجتي فقد رتبت علقة جيدة للاولاد, وبالكاد استطعنا تخليصهم من بين يديها
ـ هذا ليس تربوياً…
منذ ذلك اليوم وانا لا اسمح للصحف دخول بيتي اقوم بقراءة الجرائد اثناء العمل واجلبها الى البيت سرا لتقرأها زوجتي ليلا على السرير.
لن تستطيع الجرائد التسلل الى بيتنا… لن تستطيع…
صحيح, ولكن ليس الجرائد فقط!!
فهناك أيضا القنوات الفضائية (الغناء, و الأفلام) التي تجعل الأخ يشعر بالخل أمام أخته و أمه …اٍلخ
🙁
من أروع ما قرأت