يجلس رهبان ال(زن) إلى حجر ما متأملين. ويقو لون ,, ننتظر أنْ ينمو الحجرُ بعض الشيء,, يقولُ المعلم ,, كل شيء حولنا يتبدل باستمرار ، كل يوم تنير الشمس في عالم جديد. وما نسميه روتينا مليءُُ في الحقيقة بالإمكانات والفرص. وبالرغم من ذلك ،فنحن لا نلاحظُ أن كل يوم يختلف عن اليوم الآخر .
ينتظرك اليوم كنزُُ في مكان ما. لربما كان ابتسامة مختلسة , لربما نصرا كبيرا . الحياة مكونةُُ من عجائب صغيرة وكبيرة. لاشيء مملُُ , لأن كل شيء يتبدل باستمرار. الممل ليس جزءا من الحياة, لكنه ينشأ بحسب طريقة رؤيتنا الى العالم.
كتب الشاعر (ت.س.ايليوت ) في هذا المعنى قائلا,,فلتتجول في شوارع كثيرة,
ثم ارجع إلى البيت وانظرْ إلى كل شيء، ستحس كأنما تراه لأول مرة.
يقولُ المعلم كلنا يحتاج إلى الحب. الحب جزءُُ من الطبيعة الإنسانية ،
تماما مثل الأكل ، الشرب والنوم. أحيانا نكون وحيدين وحدة مطلقة ، نراقب غروبا رائعا للشمس
ونفكر خلال ذلك,, لا طعم لهذا الجمال ، لأن لا أحد يشاركني فيه
في هذه اللحظات يجبُ أنْ نسأل أنفسنا ,, كم من المرات عُرض الحُب علينا
ولكنا أدرنا له ظهورنا ببساطة؟
كم من المرات منعنا الخوفُ، أن نقترب من أحد ما ونقول له أو لها مباشرة ، أننا نحبك؟
فلتحذروا من الوحدة. إنها تنتج الإدمان نماما كأقوى نوع من المخدرات.
حينما لا يكون لغروب الشمس طعمُُ عندك ، فلتتحل بالتواضع باحثا عن الحب.
حيث يجب عليك أنْ تعلم ، في الحب وفي البركات الروحية الأخرى ,, أنه كلما ازدادتْ
جاهزيتُك للعطاء ، كذلك ازداد ما تحصله أيضا.,, قال التلميذُ للمعلم
لقد أمضيتُ الجزء الأكبر من اليوم ، مفكرا في أشياء ما كان ينبغي علي أنْ أفكر فيها،
تمنيتُ أماني ، ما كان علي أن أتمناها، صغتُ خططا ، ما كان ينبغي علي أن أصوغها
قام المعلم بدعوة التلميذ ، لمرافقته في نزهة في الغابة خلف منزله . أشار
إلى نبتة على طرف الطريق وسأل التلميذ، أية نبتة هي هذه ؟
بيلادونا, قال التلميذ , تقتل كل منْ يأكل أوراقها .
لكنها لا تستطيع أن تقتل من ينظر فقط إليها ,,قال المعلم .
كذلك تماما هي الرغبات والأماني السيئة ،لا تستطيع أن تؤثر على شخص لا
يعطيها الفرصة أنْ تضلله,,
يقولُ المعلم المزيد …
حين يجبُ عليك أنْ تبكي ، فلتبك كطفل ،أنت أيضا كنت في
يوم من الأيام طفلا، والبكاء كان من أول الأشياء التي تعلمتها في حياتك. لانه
ينتمي إلى حياتك. لا تنس قط أنك حرُُ، وأنه ليس من السوء في شيء، أن تظهر عواطفك.
فليكن صياحك قويا ، أنينك قويا ، عاليا ، حينما تشعر بحاجة لذلك ، لأن الأطفال
يبكون هكذا ، وهم يعرفون ، كيف يجلبون الهدوء بسرعة إلى قلوبهم .
هل لاحظت يوما كيف ينقطع الأطفال عن البكاء ؟ شيءُُ ما يأخذهم إلى أفكار
أخرى ، شيءُُ ما يجذبُ انتباههم إلى مغامرة أخرى.
الأطفالُ يتوقفون سريعا عن البكاء ..سيكونُ الأمر لديك أيضا هكذا، لكنْ فقط حين تبكي كطفل.
هذه المقتطفات مأخوذةُُ من كتابه المتجول
(Der Wanderer, Geschichten und Gedanken )
باولو كويلو
ولد عام 1947 في ريو دي جانيرو ، ابتدأ دراسة الحقوق، قبل أنْ يتجول في أمريكا الجنوبية ، أوروبا ، وأمريكا الشمالية. ثم عاد إلى البرازيل ، وكتب قطعا مسرحية ونصوص أغنيات ،بسببها اعتقلته الطغمة العسكرية في بلاده آنذاك ثلاث مرات . في عام 1980 استقال من منصبه كمدير ل( بوليغرام) و(س.ب.س) البرازيلية، ودرس لخمس سنوات لدى إحدى الجماعات الدينية الإسبانية وقام بالحج مشيا حتى سانتياغو دي كومبوستيلا. قام كويلو بوصف رحلته هذه في كتابه الأول ( على طريق يعقوب). وفي (يوميات رحلة حج إلى سانتياغو دي كومبوستيلا)، وكذلك أعماُله التالية( الخيميائي)، (على ضفة ريو بيدرا جلستُ باكية ) و( الجبل الخامس) متأثرةُُ تأثرا بليغا بالخبرات والمواقف الهامة التي حصلها خلال رحلته هذ