حديث قمت به منذ فترة مع صديق لي عن عبادة الرمز المتأصلة في نفوسنا…

حديث صباحي مع صديق.

* صباح الخير!

** صباح النور سيد اداد

* كيف الحال اليوم؟؟؟

** الحمد لله …. جيد.. وعم أضحك!!

* خير انشاء لله أضحكني معك

** كنت أقرا تعليق على مقالة في سوريانا

* عن العروبة؟؟؟

** نعم و. المعلم الأعظم!!! المشكلة ليست بالمقال بل قل المقال رائع ما أدهشني التعليق.

* طيب ما المضحك في ذلك؟؟؟

** أدهشني تعبير ( تراث المعلم الأعظم…) ؟؟؟؟ ولا بأس باضافة صفة القداسة!!! … لتكن قداسة المعلم الاعظم فلان …

* ماذا تقصد؟؟؟

** تحول الحزب الى ديانة جديدة، للأسف معظم أحزابنا التي تصف نفسها بالعلمانية تحولت الى ديانة جديدة.

* أعتقد أنه تعصب دون فهم لفكر الزعيم وقد تكون مبالغة مطبعية ليس الا!!!

** لا أعرف الكثير عن أنطون سعادة لكن أيا كان فلا أعتقده يرضى بهذا الوصف … المعلم الأعظم ???

* الذي يعجبني في الحزب هو فكر سعادة وقوافل الشهداء التي ماتت دفاعا عن مبادئه دونما ابتغاء مكسب، لكن جل ما أخشاه أن يتحول الحزب نتيجة عناصر فاسدة تستطيع التسلل اليه الى حزب شوفيني وصولي.

** يعني سؤالي لك هل توقف العقل عند فكر الزعيم … أي زعيم ؟؟؟ أرى في ذلك تعصبا وتحجرا أليس كذلك؟؟؟ هل وقف العقل البشري أو حركة التاريخ عند فكر سعادة مثلا؟؟؟

* هو أراد نهضة شاملة للهلال الخصيب ، أراد توجيه كل السوريين من مختلف الأحزاب لتغليب العقل، أراد أمة سورية فيها فصل للدين عن الدولة، الكل فيها سواسية أمام القانون، هو من فضح المؤامرات الصهيونية لاقتطاع أجزاء من سوريا ونشر العصبية الدينية العشائرية لمنعها من تبؤ مكانتها التي تستحقها بين الأمم المتحضرة. دفع حياته بكل شموخ ثمنا لذلك، فداء للوطن، فالحياة لديه هي وقفة عز. بيد أنني ضد تحويله الى صنم يعبد.

** أعتقد أنه برئ من جمود بعض من ينادون بفكره.

* هذا ما أراه أيضا فهو القائل ( الأمة التي تنظر دائماً وأبداً إلى الوراء لا تستطيع السير إلى الأمام، وإذا هي سارت فإنها تعثر. فلننظر دائماً إلى مثلنا الأعلى .. إلى الأمام!). هو القائل ( ان في دماؤكم قوة لو فعلت لغيرت وجه التاريخ).

** هذه المشكلة تجدها لدى معظم الأحزاب العربية، أصبح تقديس الأشخاص شيئا طبيعيا بل ضرورة تعشعش في العقل الباطن للانسان العربي …عند الشيوعيين خالد بكداش، والناصرين سمي حزبهم باسم الراحل جمال عبد الناصر.. وعند البعثيين بالعصاية والصرماية المرحوم حافظ الأسد و صدام حسين، والقوميين كما ترى، أما الاسلاميين فلديهم السباعي والبنا والخميني، وجاءنا ظل الله على الأرض أسامة بن لادن… و… و…
أنا أحترم فكر سعادة وان كنت أختلف معه في بعض الأمور ربما لأن علي التعمق أكثر في دراسته، المشكلة لا تكمن في الفكر بل بالأتباع…

* أجمل أقواله ( اننا كلنا مسلمون، منا من أسلم لله بالانجيل ومنا من أسلم بالقرآن ومنا من أسلم بالحكمة، وليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا غير اليهود). وهو القائل ايضا: (لا نريد الاديان أحزابا في المجتمع، لا نريد رجال الدين سياسيين واقتصاديين. نريدهم ان يعملوا بالروح الدينية فقط التي يحتاج اليها الشعب لحياة السماء. اننا قد اسبغنا فضلا على رجال الدين يجب ان يعترفوا لنا به).

**قانون الحياة يقول: الحياة حركة.. سيد اداد

* التطبيق الخاطئ نابع من فهم خاطئ، أو استغلال فكر للوصول الى السلطة.

** وعالمنا العربي جامد فكريا …عندما تمر بها حالة استثنائية كسعادة او عبد الناصر او غيرهما .. مثلا وبدلا من قراءة نقدية واقعية لهذه الحالة بغية نطويرها.. يبقى متفرجا عليها بل ونصلي لها. ونحولها الى صنم ونبني لها المعابد في رؤوسنا … انت تعرف كم صنم يوجد ووجد على امتداد الوطن .. أنا لا أقصد السوريين القوميين أنا أتكلم بشكل عام.

* نعم بعضهم حول سعادة الى وثن كما حول آخرون الأنبياء والنصوص المقدسة الى أصنام و أفكار جامدة.
الحياة حركة وتطور ونحن نقف متفرجين. لقد كان سعادة مثلا يؤسس لنهضة لا لحزب …..والنهضة تطور وتطوير.. لا جمود.

** صحيح الجمود هو بداية نهاية أي فكرة أو ايديووجيا عظيمة.

* بعض المنتمين الى فكر سعادة احتكروا فكره كما فعل المتأسلمون بالنصوص المقدسة ونصبوا أنفسهم حراسا عليها.

** هذه مشكلتنا نقدس شخصا ونوقف تفكيرنا عند فكره لاننا في داخلنا نعتقد ان لاحاجة لنا للتفكير لندع بعض الجيدين يفكرون عنا ؟؟ هم يفكرون عنا …،وحتى عندما نقراء فكرا ما تكون قراءتنا هي للحروف لا لروح ما كتب.

* مشكلتنا أننا لم نتعود احترام الآخر المخالف لما نقول والنتيجة واضحة كلام متشنج وتخوين، لا توجد لدينا ثقافة الحوار.

** كما قلت لك المرة الماضية ( ان لم تكن معي فأنت ضدي.. و أنت عدوي ..ولا بد لي من تحطيمك أيا كنت قوميا، شيوعيا، عروبيا، كرديا، أو متأسلما ..

* في كل منا حجاجا يريد قطاف الرؤوس، طبعا اذا كان قادرا.

** على كل دعنا من هذا الحديث العويص الآن، قبل أن يقطف الحجاج أحد رأسينا، ودعنا نتكلم في أي شئ آخر.

* أنا مضطر للذهاب الآن دعنا نكمل حديثنا مرة أخرى.

وافترقنا لكن للحديث بقي

اترك رد