– المهندس آدم الحسن –
( 1 ) نقول أن بعض الشعوب لازالت متواضعة جدا في مطالبها , هذه الشعوب لا تناضل من اجل حرية التعبير عن الرأي فهذا النوع من الحرية بعيد المنال , ومطلب غير واقعي بالنسبة لها واكثر ما تطمح إليه هذه الشعوب هو حرية الصمت .
( 2 ) من بين هذه الشعوب كان شعب العراق في زمن الحزب القائدكان يأمل في الحصول يوما ما على حرية الصمت , هذه الحريةالعظيمة التي لا يعرف قيمتها إلا من فقدها . الموظف يخرج إلى الشوارع في تظاهرة يحي من خلالها مواقف القيادة الرشيدة بعد أن تصدر التعليمات من تلك القيادة بتنظيم تلك التظاهرة .المدرس عليه أن يشرح للطلبة أهداف الحزب القائد وهو كله إيمان بزيف تلك الأهداف . الطالب يحفظ أهداف الحزب القائد ليرددها في الامتحان كما يفعل الببغاء ليكون هؤلاء الطلاب في المستقبل معلمو جيل الببغاوات الجديد . القيادة تصيغ الشعارات والشعب يردد . لو تجرأ أحد على امتداح القائد بشعار لم يرد في قائمةالشعارات المركزية للقيادة لاعتبرت القيادة ذلك النوع من المبادرات هو نوع من أنواع العصيان وبادرة خطيرة يحاسب بشدة كل من تسول له نفسه و يمتدح القائد بطريقة ليست ببغاوية .
لا أحد يسلم من التعبير الإجباري .الكل يحلم بحرية الصمت .
كل أحلام الناس في العيش بصمت كانت صفر . لا تنتهي تظاهرة حتى تبدأ أخري . وكأن الوقود الذي يبقي شعلة القائد منيرة هي الصراخ والصراخ ولا شيء غير الصراخ.
( 3 )سرت في شوارع مدينة عربية خارج بلدي العراق و إذا بتظاهرة عارمة ضخمة تنطلق في كل الشوارع الرئيسية . نظرت إلى الشعارات فوجدتها هي هي .نظرت إلى الموظفين فوجدتهم هم هم . أما الصراخ فكان اقل شدة لكنه هو هو نفس الصراخ . الدماء و الأرواح تفدى في سبيل القائد وكل الشعب كان في خدمة الشرطة .
( 4 )لم ينتبه العالم المتحضر لوجود مثل هذه الشعوب . لقد أسسوا منظمات عالمية للمطالبة بحرية التعبير عن الرأي وحرية الصحافة وحرية …و…. إلى أخره من هذه الحريات ونسوا حالة هذه الشعوب التي تشكوا من التعبير الإجباري ولم يؤسسوا ولا منظمة عالمية واحدة تعني بحرية الصمت . لا بد من إعلان الدعوة لإنشاء منظمة عالمية تعني بأمر مثل هذه الشعوب وليكن اسمها “المنظمة العالمية لحرية الصمت ” أو منظمة ” الصمت بلا حدود ” . أو أي اسم أخر تقترحونه وتجدونه مناسبا اكثر….. ولكم حرية الصمت .
[ad]
+++++++++++++++++++++++
لقد بدأت اشعر بالقلق عليك ايها الصديق .. لقد انقطعت اخبارك عني تماما … اتمنى ان تكون بالف خير .. وان اسمع اخبارا طيبة عنك قريبا ..
احمد بكداش
كتبت هذه المقاله خلال المسيرات العارمة التي جرت في سوريا… احداها في مدينتي اللاذقية قبيل الغزو الاميركي للعراق … شهدت بعض المسيرات رفع اطفال المدارس صور الطاغية صدام حسين رغم ان هذا يعتبر جريمة في سوريا تكاد تكون عقوبتها الاعدام في فترة سابقة ؟؟؟؟
يبدو ان الزعماء العرب هم من انتسب اليها والدليل موقفهم من احداث غزة .. صمت مطبق .