رغم كل التغيرات في العالم , ورغم كل الضغوطات التي تتعرض لها سوريا , ورغم كل الضغط النفسي والارهاب الذي يعيشه الشعب السوري من الداخل والخارج …وخصوصا بعد صدور تقرير السيد ميليس المشؤوم والتلويح بعقوبات على سوريا ستنال مباشرة من أمن وطمانينة ورغيف الانسان السوري …
سّيرت اليوم في محافظات سورّية عديدة مسيرات احتجاج وتنديد بتقرير السيد ميليس وبالضغوط الدولية على سوريا …ولكن من تابع تلك المظاهرات (المسيرات ) لا بد له ان يحزن على وطنى .. فالمشهد أساء إلى سوريا ولم يحسن صورتها كما يفترض ..المشهد ذاته منذ عقود … الناس المغلوب على أمزهم يمثلون تلك المسرحية القديمة كما كانوا منذ عقود …يخرج المواطن جائعاَ.. مطاطا الرأس , ويطلب منه أن يتظاهر ويمجد وطن لا يراه …ويتهافت الجميع كالقطعان لتمثيل ذلك الدور السخيف ..ليتحول الجميع إلى ببغاوات ويردد شعارات عفا عنها الزمن. الهتافات القديمة هي هي , الدماء و الأرواح تفدى في سبيل القائد الرمز ,وكل الشعب يفدي الشخص ..وكل الشعب في خدمة الشرطة ..؟ ..
لا ادري أي صورة عن التطوير والتحديث يمكن ان نعبر بها للأحرين ( وليس أمام انفسنا فهذا ليس مهما ..!!؟؟) و اي صورة عن سوريا يمكن ان نعبر بها من خلال هتافات الروح والدم … والكل من اجل الشخص , … ووطن مرتهن بشخص… هل هذه سوريا الحديثة ..؟؟… هل هذا رد فعل لنظام يريد ان يدافع عن نفسه ( او عن شعبه ) امام شبهات وضغوطات ومؤامرات تحاك في كل مكان وزمان ؟؟؟هل معاملة الجماهير كقطيع يقاد يزكر باساطير قديمة لم تجلب الا البلاء.. ام بزرع المحبة والثقة بين صفوف هذه الجماهير والانفتاح عليها والثقة بها .. , لانها هي وهي فقط حصن البلد الاول والاخير …؟؟
السيد الرئيس:
سوريا في خطر ..و هكذا مسيرات . لن تغن ولن تسمن من جوع …فقط ستؤكد أننا ما زلنا لا نعيش عصرنا … وهي تدين نظام الحكم الدكتاتوري لدينا اكثر مما تساعد ..إنها حجة علينا لا لنا … لا يمكننا الكذب أمام آلات الاعلام العالمي بهذه السذاجة ..!! لقد تغير العالم ..؟؟ كثيرا..وعلينا ان نحصن انفسنا بطريقة اكثر واقعية ..؟؟!!
ليس بالهتاف وحدة تحصّن سوريا ولا بالشعارات … دع شعبك ينعم بحرية (يستحقها )… ثم دع شعبك يدافع عن نفسه بطريقته دعه يشعر انه يدافع عن وجودة وليس عن شخص … ثق به … ولا تخف .