للرفع …

تحية لآدم الحسن :
نشرت هذه المقاله عام 2003 في موقع http://www.souriana.com
ولاني اجدها صالحة للحظة اعيد نشرها كتحية للصديق آدم الحسن المناضل في بغداد

*المهندس آدم الحسن *
( 1 )
كان ذلك منذ زمن بعيد , حين كنا طلبة في لجامعة , تأخر الأستاذ عن الحضور للصف على غير عادته . حين دخل كان مبتسما على غير عادته . لم يبدأ بشرح المادة على غير عادته . نظر إلى الطلبة بود وكأننا أحبائه على غير عادته , ثم قال :
اليوم نريد أن نناقش موضوع هام بكل ديمقراطية وصراحة آلا وهي طريقتي في التدريس , هل هي جيدة , هل هي سيئة ,هل فيها نواقص , كيف السبيل لتطويرها .
ظل كل الطلبة صامتين وكأنهم يخشون عاقبة قول أي رأي للأستاذ . وبعد لحظات نهض الزميل الذي كان يجلس بجانبي . حاولت أن امنع زميلي من الوقوف لكنه دفع يدي وبدأ يحاور الأستاذ إذ قال :
تريد يا أستاذ رأيي بصراحة وبديمقراطية .
رد الأستاذ : نعم بكل صراحة.
قال زميلي : يا أستاذ أنا لا أستطيع القول أن طريقتك قي التدريس خطأ , ولا أستطيع أن أقول أن طريقتك في التدريس صح , إذ ليس لديك يا أستاذ طريقة في التدريس أصلا .

انفجر ضحك جميع الطلبة . خجل الأستاذ ولم يعرف كيف يرد على زميلي , وبان الندم على وجه الأستاذ لأنه اختار أن يكون ولو للحظات ديمقراطيا . صرخ الأستاذ بوجه زميلي : اخرج من الصف .
قبل أن يخرج زميلي من الصف همس في أذني : سجل عندك أنا مطرود لأسباب سياسية

.

تذكرت هذه القصة حين نظرت في وجه الأستاذ عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية وقد طل علي من شاشة التلفاز وهو يتحدث عن خطة الجامعة العربية , لا ادري لم تخيلت أن الأستاذ عمر موسى يسألني عن رأي وبصراحة بخطة الجامعة العربية فقلت : يا أستاذ عمر و موسى لا أستطيع أن أقول إن خطة الجامعة العربية خطأ ولا أستطيع أن أقول أن خطة الجامعة العربية صح لا نه يا أستاذ عمر موسى لا أرىوجود خطة للجامعة العربية أصلا كي أقيمها .

( 2 )
حين تعيد تنسيق باقة الورود الاصطناعية بتشكيلة جديدة لا تتغي الباقة من باقة ورود اصطناعية إلي باقة ورود حقيقية . هذا مثل أضيفه من عندي للأمثال العربية . الورود الاصطناعية تبقى اصطناعية مهما غيرت في تنسيقها . الذي ألهمني في ابتداع هذا المثل هو الأستاذ عمرو موسى , فهم الآن يحاولون تفعيل دور الجامعة العربية , أقول للأستاذ
عمر موسى : باقة الورود الاصطناعية ستبقى اصطناعية و دون رائحة مهما تغير أسلوب تنسيقها .

ربما فكروا أخيرا , بعد نصف قرن من تأسيس الجامعة العربية بدءوا يفكرون , هذا جميل , لم نعتد عليهم وهم يفكرون , هذه أول مرة منذ نصف قرن نراهم يفكرون , لا بد وان يعذروننا .

( 3 )
تخيلت أني سألت زميلي ذاك ( الذي أحرج الأستاذ ) عن رأيه في تفعيل دور الجامعة العربية فأجاب زميلي :
يا ستار ….!! سيفعلون دور الجامعة العربية ..!!
قلت : نعم …. ما بك
قال : إذا كان حكام العرب جادين بتفعيل جامعتهم العربية فلا بد للشعوب العربية أن تحسب لهذا الأمر ألف حساب وتضع خطة طوارئ . فهم بدون أن يتفعلوا أهلكونا , فماذا سيحل بنا بعد أن يتفعلوا …!!

لا توجد أراء حول “تفعيل دور الجامعة العربية ….!!!”
  1. الاستاذ احمد :
    اضطررت للبحث عن هذا المقال يدويا , فالرابط يشير الى صفحة غير موجودة , ويبدو ان هناك مشكلة في الارشيف لديك .

اترك رد