المقال ليس بالجديد لكنه مهم .
لابد أن أبدأ هذا المقال بتأكيد أهمية الحوار بين أبناء الوطن الواحد وإلا سقطنا كلنا فى صراع يستنزف قوانا. ومن هنا الإصرار على التغيير والإصلاح الدستورى وإطلاق حرية تأسيس الأحزاب وإلغاء الأحكام العرفية حتى يمكن لكل ألوان الطيف السياسى أن تعبر عن الإرادة الشعبية دون خوف من البطش الأمنى ومن خلال حوار ديموقراطى سلمى. ولكن هذه الحرية، شأنها شأن أى شكل آخر من أشكال الحرية، ليست مطلقة، إذ أن أى تيار أو تنظيم سياسى يريد أن يشارك فى العملية السياسية الديموقراطية عليه أن يلتزم بقواعدا اللعبة، وبتداول السلطة، ولا يحاول أن يجلس على العرش مدى الحياة وكأنه امبراطور الصين العظيم. ولذا من الضرورى أن تُسن القوانين وتوضع الضوابط والآليات التى تضمن التزام الجميع بهذه القواعد.
كما أود أن أؤكد احترامى للسيد الوزير فاروق حسنى، فأنا معجب به عن بعد، فلم ألتق به سوى بضعة لقاءات قليلة قصيرة عابرة فى مناسبات رسمية. فأنا أعرف الجهود التى تبذلها وزارته فى عملية ترميم الآثار الفرعونية والقبطية والإسلامية وبناء المتاحف وحماية الآثار الفرعونية من السرقة.
بعد كل هذه المقدمات أحب أن أتوجه إلى تصريحات السيد الوزير بخصوص الحجاب، وأنا مثله، ومثل الكثيرين من أبناء جيلى، لا أعرف الكثير عن الرأى الفقهى فى مسالة الحجاب. وحين أقول “الرأى الفقهى”، فأنا لا أتحدث عن “احتكار السلطة والتشريع” كما قد يظن البعض. فأنا كمتخصص فى النقد الأدبى، أدرك تماماً ضرورة أن يكون الناقد على إلمام بقواعد النقد ولغته وتراثه ونظرياته وآلياته حتى يكون مؤهلاً لأن يقدم رؤية مركبة مستندة إلى قراءة متفحصة للنص الذى يدرسه، وإلا كان نقده عبارة عن انطباعات متناثرة ذاتية. وأزعم أننى متابع جيد للحركة الفنية التشكيلية، ومعجب بأعمال كثير من الفنانين، ولكننى حينما يسألنى أحد الصحفيين عن رأيى فى هذا الفنان أو ذاك، فإنى أنبهه أننى لست متخصصاً، وأن ما أقوله هو رأى انطباعى لأننى غير مؤهل لإصدار حكم نقدى مركب. بعد كل هذه التحفظات أدلى برأيى باعتبارى أحد المهتمين الهواة وحسب. وهذه ليست دعوة لاحتكار السلطة النقدية وإنما توضيح لحدود أحكامى التى أصدرها فى هذا المجال.
وإذا كان الأمر كذلك بالنسبة للنقد الأدبى والنقد الفنى، فلابد وأن نطبق نفس القواعد على أمر فى أهمية الشئون الدينية، أليس كذلك؟! لكل هذا سألت أحد أصدقائى عن الرأى الفقهى فى قضية الحجاب، وصديقى هذا ليس من رجال الدين ولكنه يعرف هذه الأمور أكثر منى فقال: “الحديث النبوي الأكثر شيوعاً حول شكل الحجاب وحدوده هو حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) للسيدة أسماء بنت أبي أبكر الصديق رضي الله عنهما، وهو بالمعنى: إذا بلغت المرأة المحيض، فلا ينبغي أن يرى منها إلا هذا وهذا، وأشار عليه الصلاة والسلام إلى الوجه والكفين. هذه الرواية أو الحديث فيه ضعف من حيث أنه “منقطع”، أي أن الصحابي الذي روى عن السيدة أسماء مجهول.
ثم استطرد صديقى قائلاً: “بيد أن التوصيف العام لما ينبغي أن يُستر من المرأة – في رواية أسماء- متفق بشكل عام مع التوجيهات والأوامر القرآنية حول الموضوع. ومنها الآية التالية: “وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن … ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون” (سورة النور: 31). والجيوب هي الفتحات، فتحات العنق والصدر، والإبطين، والساقين. والخمر جمع خمار هي أغطية الرأس والصدر. ومن الآيات الأخرى آية “وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى …” (الأحزاب: 33)، وآية “يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما” (الأحزاب: 59). والجلابيب، كما نعرف، هي القمصان الطويلة المسدلة إلى القدمين.
وقد استنتج صديقى من كل هذا ما يلى: “هذه الآيات مجتمعة تحدد الإطار العام للستر المنافي لتبرج الجاهلية والمانع للإثارة والاستفزاز الذي يختزل إنسانية المرأة وعقلها وشخصيتها ويلغي دورها الاجتماعي والإنساني إلى مجرد مصدر للاستفزاز الغرائزي”. ويجب أن أشير إلى أن هناك من المدافعين عن الحجاب من يرى أنه بالفعل فرض ولكنه جزء من كل، وأنه فى إطار فقه الأولويات لا يعد أولوية كبرى، فهناك أولويات إسلامية أخرى مثل إقامة العدل فى الأرض والحرب ضد الفساد ومقاومة المستعمر..إلخ. وكما قال فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين: “الجميع يعلم أن الحجاب فريضة إسلامية، ومع هذا فالقضية أخذت أكثر مما تستحق. فمصر تعانى من مشاكل وأزمات أكبر وأخطر ألف مرة من الحجاب مثل الاستبداد والفقر والبطالة والفساد والتدهور الخطير فى التعليم والصحة.”
وحيث أن الوزير فاروق حسنى ليس من المتفقهين فى أمور الدين مثلى، فأنا أصدقه تماماً حين قال إنه لم يكن يصدر حكماً دينياً. إذن، كيف يمكن تصنيف تصريحه أو دردشته (على حد قوله)؟ أعتقد أننى لن أجانب الصواب كثيراً حين أقول إنه كان يصدر حكماً ثقافياً حضارياً، فالتخلف مقولة اجتماعية حضارية، والجاهلية والردة تماماً مثل النهضة والاستنارة هى مصطلحات ذات مضمون ثقافى وحضارى غير دينى فى الخطاب التحليلى المصرى المعاصر. ولذا فلنتناول الموضوع من هذا المنظور! إن من يصفون الحجاب بأنه مظهر من مظاهر التخلف يزنون كلماتهم، ووزير الثقافة واحد منهم. وحيث أنه يحاول أن يدفع هذا البلد فى طريق التقدم، فإنه بلا شك يعرف مؤشرات التقدم، ومن ثم يعرف أيضاً مؤشرات التخلف، وقد جعل الحجاب إحداها! ولنحاول أن نحلل خطاب السيد الوزير وكل من يحذو حذوه. إنهم يتحدثون عن حرية التعبير والإبداع، باعتبارهما مطلق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وهذه صيحة يطلقونها فى وجه كل من يتجرأ ويحتج على رأى ما. قد لا يعرف الكثيرون أن إحدى اهتماماتى هو تطور الأزياء، وبالذات أزياء النساء، إذ أحاول رصد تطورها كتعبير عن تطور الرؤية للإنسان فى الغرب. وقد لاحظت أن ملابس النساء تزداد فى الغرب انكماشاً يوماً بعد يوم من المينى سكيرت إلى المايكرو إلى البلوزة التى تكشف البطن demi-ventre إلى أن وصلنا إلى ما سماه أحد الصحفيين the well-undressed woman (أى المرأة قليلة الهندام، فى مقابل المرأة حسنة الهندام (the well-dressed woman. (ولعل أحسن ترجمة لهذه العبارة، هو عبارة عادل إمام الشهيرة “لابسة من غير هدوم”). وحين أخبرت أحد مصممى الأزياء عن اعتراضى على الأزياء التى لا علاقة لها بأى دين أو ثقافة أو ذوق، قال إن هذه أعمال فنية، وأن اعتراضى هذا يعد شكلاً من أشكال الرقابة على حرية الفكر والإبداع، هذا المطلق العلمانى الجديد. وهنا سألته: أليس من حق المجتمع أن يدافع عن نفسه ضد أى اتجاهات تفكيكية عدمية؟ وقد صُدم صاحبنا من هذا الطرح الذى لم يطرأ له على بال، لأنه لا يدرك (شأنه شأن المثقفين الذين يدافعون عن الحرية المطلقة للإبداع) أنها رؤية بورجوازية تجعل من الفرد مرجعية ذاته (تماماً مثل رأس المال الذى يتحرك فى السوق بكامل حريته لا يخضع إلا لقوانين مادية آلية غير إنسانية غير اجتماعية هى قوانين العرض والطلب والربح والخسارة). ولكن المجتمع ليس هو السوق، فالمجتمع كيان مركب متماسك يتسم بقدر من الوعى، وله أسبقيته على الفرد مهما بلغت درجة إبداع هذا الفرد، فالفرد ينتمى إلى المجتمع وليس المجتمع هو الذى ينتمى إلى الفرد، إلا إذا كان مجتمعاً شمولياً. إن بعض المثقفين الثوريين انساقوا وراء هذه الدعوة للحرية المطلقة للإبداع والمبدعين، دون أن يدركوا تضميناتها الفلسفية المعادية للإنسان وللمجتمع. عندئذ لزم مصصم الأزياء الصمت، خاصة وأنه كان يعرف أن خمسة من كبار مصممى الأزياء ماتوا منذ عدة أعوام، من مرض الإيدز، وكانوا جميعهم من الشذاذ جنسياً، فسارعت مصانع الأزياء بالتعمية على الخبر حتى لا تتأثر أرباحهم سلباً، أى أنهم أدركوا البعد غير الاجتماعى غير الأخلاقى غير الإنسانى لإبداع مصممى الأزياء، باعتباره إبداعاً لا ينتمى إلى المجتمع.
وهؤلاء الذين يدافعون عن حرية التعبير والذين جعلوا الفن مطلقاً، سحبوا الإطلاق من الدين وأى قيم مطلقة (أخلاقية كانت أم إنسانية) وجعلوا من الدين شأناً خاصاً، وأمر من أمور الضمير، وتصوروا أن الدين يوجد فى قسم خاص فى وجدان الإنسان منفصل تماماً عن عالم السياسة وعالم الاقتصاد وعالم الاجتماع الإنسانى، (وكأن الضمير الفردى لا علاقة له برقعة الحياة العامة). ولذا حين يتم تناول ظاهرة ما فهى إما أن تكون ظاهرة دينية أو غير دينية، انطلاقاً من تعريف العلمانية أنها فصل الدين عن الدولة (أى الدنيا ومجمل حياة الإنسان). ولكن هذا رؤية سوقية للعالم وللنفس البشرية، فالإنسان كائن مركب، وكذا الفعل الإنسانى. فالدينى يتداخل مع السياسى والاقتصادى والنفسى. وهنا يمكن أن نطرح السؤال التالى: الفدائى الفلسطينى الذى يذهب ليهاجم مستوطنة فلسطينية: هل يفعل ذلك لأسباب دينية أم أسباب اقتصادية أم أسباب اجتماعية أم نفسية؟ الرد السليم على هذا السؤال أن دوافعه مركبة، فهو حين يقوم بفعله الفدائى فإن ما يحركه هو كل هذه الدوافع مجتمعة. ويرى هؤلاء الذين يفصلون الدين عن بقية مجالات الحياة أنه لو ظهر فى الحياة العامة فإن هذا مظهر من مظاهر التخلف، وفى ذهنهم بطبيعة الحال المشروع العلمانى الغربى وما يسمى مشروع النهضة العربى الذى جعل شعاره اللحاق بأوروبا، بحلوها ومرها، وخيرها وشرها، وكأننا ببغاءات عقلها فى أذنيها. ومن هنا كان الاقتراح المشئوم الخاص بالاحتفال بالذكرى المئوية الثانية للحملة الفرنسية على مصر وغزو قوات الثورة الفرنسية لمصر المحروسة، باعتبار أن هذا هو بداية التقدم نحو الغرب والاستنارة على طريقة الغرب. لم يدرك هؤلاء أن الحملة الفرنسية على مصر هى بداية الاستعمار الغربى لبلادنا الذى يحاول تحطيم تراثنا وتحويلنا إلى مادة استعمالية يوظفها لصالحه. لقد تناسوا المقاومة النبيلة التى أبداها الشعب المصرى لهذا الاستعمار وتناسوا ثورة القاهرة الأولى والثانية التى اندلعت من الأزهر، كما تناسوا الأزهرى سليمان الحلبى الذى اغتال كليبر قائد الحملة، وعلماء الأزهر الذين رفضوا التعاون مع الاستعمار. لقد أخرجوا الحملة الفرنسية من سياقها التاريخى والاجتماعى المصرى والفرنسى، وحين يفعل أى باحث أو مفكر ذلك يصبح بوسعه فرض أى معنى يشاء على الظاهرة التى يدرسها، ولذا حولوا الحملة الفرنسة إلى مؤشر على التقدم وحولوا المقاومة (بالتالى) إلى مظهر من مظاهر التخلف. (وهذا لا يختلف كثيراً عما يفعله الغرب الآن مع المقاومة حين يسمى المقاومة الفلسطينية “إرهاباً”، ويصنف حزب الله وحماس والجهاد على أنها “منظمات إرهابية”، ولا حول ولا قوة إلا بالله).
وأعتقد أن أصحاب هذا الخطاب قد فعلوا شيئاً من هذا القبيل، حين جعلوا من الحجاب رمزاً للتخلف. فقد نزعوه من سياقه الاجتماعى والتاريخى والإنسانى، واستقوا مؤشرات التقدم والتخلف من النموذج الغربى. وهنا يمكننى ان اسأل هؤلاء: ماهى مؤشرات التقدم بالنسبة لهم؟ السؤال هنا خطابى، فالمؤشرات هنا واضحة وهو أن خلع الحجاب علامة على التقدم والاستنارة، أما ارتداء الحجاب فهو علامة على التخلف والردة والظلمة..إلخ. ولكن هل المسالة بهذه البساطة والسذاجة؟ فلنأخذ على سبيل المثال لا الحصر فتاة متبرجة متحررة ومستنيرة لا ترتدى الحجاب، ترتاد نادى الجزيرة أو أى نادى آخر، وتلعب التنيس بالشورت، وتلبس المايوه، وترتاد قاعات الديسكو، وتجيد التحدث بلغة أعجمية أو لغة عربية معظم مفرادتها إنجليش أو فرنش، تماماً مثل مذيعات قناة LBC (التى يطلق عليها بعض المصريين قناة “إلبسى” إشارة إلى المذيعات الجميلات اللبنانيات والتى تحاول بعض مذيعاتنا اللحاق بهن وبركب التقدم). مثل هذه الفتاة التى تتمتع بمستويات استهلاكية عالية ولا تعرف شيئاً عن مصر الحقيقية، مصر الفقراء والكادحين والمتعبين، ولا تشترك بطبيعة الحال فى أى حركة سياسية، هى أكثر تقدماً من فتاة محجبة تعيش فى مصر الحقيقية بين أهلها وتعرف همومهم، ولا تتمتع بمعدلات الاستهلاك الشيطانية التى أمسكت بتلابيب المجتمع المصرى والتى ستقضى على كل محاولات التنمية؟ وغالبية المحجبات يشاركن فى العمل العام، السياسى والمدنى. ألم يلاحظ المتحدثون عن الحجاب باعتباره علامة التخلف الوجود الملحوظ للمحجبات فى المظاهرات؟ ألم يشاهدوا الصورة التاريخية لبعض المحجبات وهن يصعدن على السلم الخشبى للوصول إلى لجنة الانتخابات وصندوق الاقتراع، بعد أن تصدى لهن رجال الأمن الحكومى؟ ألم يسمعوا عن تلك المحجبات اللائى اضطررن لخلع الحجاب حتى يمكنهن الوصول لصندوق الاقتراع؟ حينما أذهب إلى دمنهور (المدينة التى نشأت فيها) أرى المجتمع المدنى هناك فى غاية الحيوية والنشاط، وكثير من القائمين على بعض جمعياته (غير الرسمية وغير المعلنة) فتيات محجبات. أعرف إحدى هذه الجمعيات وتخصصها هو توفير أجهزة غسيل الكلى لمرض الفشل الكلوى. وتقوم تلك الفتيات المحجبات بجمع الأموال من القادرين، بل ومن بعض الأقارب المقيمين فى الولايات المتحدة لتمويل مشروعهم الخيرى. بالله عليكم، من هو أكثر تقدما، فتاة نادى الجزيرة المتحررة وأمثالها أم هؤلاء المحجبات؟
يجب أن يُنظر إلى الحجاب فى سياق اجتماعى وتاريخى، وإذا كان الدينى يختلط بالسياسى بالاقتصادى بالاجتماعى بالتاريخى كما أسلفت، فيجب أن ننظر للحجاب بهذه الطريقة. فمن ناحية يرى الكثيرون أنه فرض دينى، ولكن يجب ألا ننسى أنه أصبح أيضاً عرفاً اجتماعياً. ويرى علماء الاجتماع أن كل مجتمع له dress code شفرة أو لغة الملابس الخاصة به، وهى لغة، شأن أى لغة، أمر اجتماعى، فالمجتمع هو الذى يحددها وليس الأفراد. وينضوى تحت هذا ما يُكشف وما لا يُكشف من جسد الرجل أو جسد المرأة، وما يُلبس وما لا يُلبس فى كل مناسبة. هل كانت إحدى الفتيات تتجرأ على لبس بلوزة تكشف عن بطنها منذ عامين فى الشرق أو الغرب، والآن هل يجرؤ أحد أن يعترض على هذا الزى؟! ولذا فإن شكوى البعض من أنهن يضطررن إلى ارتداء الحجاب بسبب الضغوط “الدينية” عليهن، قد يكن على حق، وإن كن عليهن أن يدركن أن هذه الضغوط قد تكون دينية فى الأصل، ولكنها تحولت إلى عرف اجتماعى ومن ثم أصبحت الضغوط اجتماعية. هل تجرؤ سيدة أن تذهب إلى مأتم مرتدية فستاناً أحمراً بهيجاً، أو أن تذهب إلى عرس ترتدى فستاناً أسوداً حزيناً؟
والحجاب إلى جانب كل هذا تعبير عن التمسك بالهوية (أعرف بعض الصديقات العلمانيات اللائى تحجبن تمسكا بالهوية، وهو ما حدث أيضاً فى إيران أثناء الثورة الإسلامية ضد شاه إيران)، وهو كذلك تعبير عن مقاومة الاستعمار الأجنبى. وهناك كذلك الجانب الاقتصادى، فالحجاب دون شك تعبير عن رفض النموذج الاستهلاكى (نموذج الموضات وضرورة تبنى الجديد ونبذ القديم، بناء على أوامر القرد الأعظم فى باريس أو لندن أو إيطاليا). حينما عدنا أنا وزوجتى من الولايات المتحدة عام 1979، كان الانفتاح قد اكتسح مصر المحروسة، وكان راتبنا الشهرى لا يتجاوز 180 جنيه مصرى. وحين ذهبت زوجتى لشراء حقيبة وحذاء، وجدت أن مجموع ثمنهما هو 150 جنيه بالتمام والكمال (هذا أيام الرخص)، فعادت وقالت إن الفتيات فى مصر أمامهمن حل واحد من حَلَين لا ثالث لهما لمواجهة هذا التضخم: إما الحل التايلانى (أى أن يبعن أنفسهن كما حدث فىتايلاند) أو الحل الإسلامى، أى ارتداء الحجاب، وتنبأت بأن الأرجح هو انتشار الحجاب. وهى بذلك اكتشفت البعد الاقتصادى فى ظاهرة الحجاب، ولكنها لم تردها إليه، فهو بعد واحد ضمن أبعاد أخرى، لأنه لو كان البعد الاقتصادى هو البعد الوحيد الحاكم، فإن الحل التايلاندى أضمن وعائده أسرع. ولكنهن اخترن الحل الإسلامى لأن الاسلام هو الإطار المرجعى لجماهير هذا المجتمع (هو عقيدة بالنسبة للمسلمين وحضارة بالنسبة للمسلمين وغير المسلمين) وهو الذى حماها من الاختراق الاستعمارى والاستهلاكى. إن اختزال الحجاب فى البعد الدينى، ثم عزل البعد الدينى عن الابعاد الاجتماعية والانسانية الأخرى، فيه دليل على القصور التحليلى لمن حولوه إلى مؤشر على التخلف. حينما كنت صبيا فى دمنهور، ذهبت فى رحلة مدرسية إلى القاهرة، وبهرت بلافتات النيون، فقررت أن أجعل من عدد لافتات النيون مؤشرا على التقدم. وكنت أقوم بإحصائها فى دمنهور كل شهر، لأننى تصورت أنه كلما ازداد عدد لافتات النيون فيها، كلما ازدادت تقدماً واقتراباً من نموذج القاهرة المضيئة، (أى أوروبا). ولكننى نضجت واكتشفت اختزالية مؤشرى الصبيانى المضحك. جاء فى العهد الجديد (رسالة بولص الأولى للكورنثيين) ما معناه “حينما كنت طفلا، كنت أتحدث كالأطفال وأفكر كالأطفال، ولكننى بعد أن أصبحت رجلاً، تركت خلف ظهرى الأشياء الطفولية”. فلماذا بالله يا إخوتى لا ننضج وننفض عن أنفسنا المؤشرات الاختزالية، وننظر لواقعنا بعيون لا تغشيها غشاوات أجنبية تعمينا عن رؤية الحقيقة الثرية المركبة بكل أبعادها المادية وغير المادية المتداخلة. والله أعلم.
جزاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااك الله خيراً
لقد دعانا الأستاذ/محمد العوضي عبر برنامجة قذائف بقناة الراي لقرأت هذاالمقال
الحمد لله الحمدلله الحمدلله أن أنتم من أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم
نحتاجكم حقيقة لهذا الجيل بل لهذة الأجيال
أختكم / منى
السودان
جازاك الله خيرا،
أنا تابعت برنامج د.محمد العوضي و هذا ما عرفني بك و بمقالك
اشكر الدكتور على رده واتمنى له التوفيق فنحن بهذا الزمان نحتاج الى علماء بحق لان الزمان هذا نزع العلماء فيتخذ الناس روؤس جهالا فيفتوهم ويضلوهم عن سبيل الله ويجب الانتباه من كل تلك الامور فالان الهجوم ليس فقط من خارج بلادنا العربيه الاسلاميه بل من داخلها ايضا واتمنى من الجميع ان يفهموا دينهم واتباع باقتناع لااتباع بلا قناعه وشكرا لجميع المستمعين والمشاركين
جزاك الله كل خير مقدما
ان شاء الله بقرأ المقال على رواق
لكن كذلك سمعت من الدكتور محمد العوضي حفظه الله بقراء هذا المقال
فبارك الله فيكم ــ وطول الله عمركم في طاعته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان الحجاب تاج المرأه المسلمه وجزء من كرامتها ولايجوز لاي بشر في هذه الحياه ان يسلبها او انيخدش حياءها ولكن لالسف ان ما نراه اليوم من احداث تجعل الانسان يرثى لحال هذه الامه ويرغب ان يفعل اي شىء من اجل نصره دينه هذا الدين لايزال يلاقي الصراعات من الجميع ولكن لن يستطيعوا ان يطفئوا نور الله ونور الاسلام وانني من هذا التعليق ادعو من المشرف العام للمواقع ان يستمر في مناقشه العديد من القضايا الهامه من اجل اصلاح الامه الاسلاميه التى تتفتقر الى مثل هذه الامور وشكرا
كلما قرات مقالات الدكتور ازددت ثباتا ويقينا يرفع الله الدين اوتو العلم درجات اللهم اطل لنا في عمر الدكتور عبد الوهاب حتى يكون مدافعا عن هده الامة
http://www.assuaal.com/essies/essies.68.htm
ميثم الجنابي
إن معاينة ما يجري واستقراء حيثيات التجربة التاريخية المعاصرة للعالم العربي فيما يتعلق بقضية الحجاب وتعميم المواقف منها يوصلنا إلى استنتاج مفاده أن ارتفاعها، وبالأخص بعد القرار الفرنسي الشهير، إلى سماء المطالب السياسية العالمية هو مؤشر علني على خفاء الفضيحة الشاملة للجسد العربي والإسلامي في قدرته على تخبئة تخلفه المزري.
فالدفاع الظاهري العنيد عن قيمة الحجاب “الروحية” و”الإسلامية” و”الأخلاقية” و”المعنوية” هو الوجه الآخر لغياب القيم الروحية والإسلامية والأخلاقية والمعنوية. فعندما نضع الحجاب ضمن سياق المعاصرة فانه يبدو العروة الوحيدة “للأصالة الإسلامية”، وعندما نضعه بمعايير الأخلاق، فانه يبدو الصيغة الوحيدة لتبرير خصوصية الأخلاق الإسلامية، وعندما نضعه بمعايير الحرية، فانه يبدو الصيغة الوحيدة للدفاع عن حقوق العبودية المغلفة بخصوصية اللباس الإسلامي!
أننا نعثر في كل هذه “المواجهات” على صيغة واحدة تعبر عن واحدية التخلف الاجتماعي والثقافي والحضاري التي تلف العالم العربي والإسلامي فيما يتعلق بقضية المرأة عموما وحقوقها بشكل خاص. ولا يغير من هذه الحقيقة مظاهر المظاهرات النسوية، بما في ذلك في أوربا والعالم العربي التي بلغت حد “القرار الحاسم” بإعلان يوم الدفاع عن الحجاب. والقضية هنا ليست فقط في أن حق العبيد بالدفاع عن العبودية ليس دليلا على صلاحها، بل ولما في هذا الدفاع من إشارة إلى عمق وشمول التشوه المادي والمعنوي لفكرة الحرية والأصالة.
إذ ليس الدفاع العنيد والمرير والمزيف لحد ما عن “حجاب المرأة” سوى الصيغة المقلوبة لمحاولات تخبئة الشيء الوحيد الذي يمكن التميز به في السباق الحضاري المعاصر. بعبارة أخرى ليس الدفاع عن الحجاب سوى الصيغة التقليدية للدفاع عن “أصالة” لا رصيد لها في العالم العربي والإسلامي المعاصر غير المرأة! ومفارقة الظاهرة تقوم في أنها الكيان الأكثر امتهانا بمعايير الحرية الفردية والاجتماعية. وهو الأمر الذي يعطي لنا إمكانية القول، بان الدفاع عن الحجاب هو الدفاع عن عبودية مغلفة بغطاء “الأصالة”، أي عن أصالة مغلفة بغشاء مزيف. وذلك لان الحجاب أيا كان شكله ولونه لا أصالة فيه من حيث المضمون والمعنى. أما محاولات تحويله إلى رمز في “صراع الحضارات” فهو دليل على منظومية الانحطاط في العالم العربي والإسلامي.
طبعا أن الصراع حول الحجاب ليس بعيدا عن متغيرات السياسة ومشاريعها العملية. إلا أن الانجرار وراءها هو بحد ذاته دليلا على انحطاط الفعل السياسي العربي والإسلامي والانسياق وراء غطاء مزيف لجعله رداء للحرية والأصالة. لكننا حالما نضعه ضمن مشاريع وسياق الصراع الاجتماعي والسياسي الدائر في العالم العربي المعاصر، فانه يبرز بوصفه الحجاب المعنوي بين تيارين واتجاهين وعالمين ومستقبلين. باختصار انه يرمز إلى صراع دائر بين تيار يريد النظر إلى المستقبل من وراء حجاب داكن تصبح عبره الألوان والمسافات مجرد مساحات داكنة، وبين تيار يريد النظر إلى الأشياء كما هي. وهو صراع ليس جديدا، إلا أن غرابته تقوم في محاولاته استرجاع منظومة التخلف التي ابتدأ العالم العربي قبل قرن من الزمن تذليلها من خلال جعل مهمة تحرير المرأة والسفور شعارها الأكبر. بينما يصبح الحجاب بعد قرن من الزمن شعار العالم العربي في الدفاع عن أصالته وحريته! وهو انقلاب يعبر من حيث الرمز والواقع عن مستوى الخلل الجوهري في بنية الدولة والمجتمع والثقافة وانهيار قيم الحرية والتحرر والعقلانية، أي عن فشل مشروع النهضة والحداثة.
أننا نستطيع، بل وينبغي أن نرى في الإشارة الرمزية لقيمة الحجاب ليس رجوعا إلى قيم الإسلام، بل انقلابا عليها. وذلك لأنها تجعل من الغشاء والغطاء والمستور شعار الإسلام الأكبر، بمعنى إرجاعه إلى مجرد حجاب يحجب المرء عن إدراك حقيقة العالم المعاصر، ومن ثم جعل الإسلام عروة الانغلاق المادي والمعنوي. وهي مفارقة اقل ما يقال فيها تناقضها مع ابسط مقومات الحياة والواقع، كما أنها تتناقض مع كل ما ترمي إليه. وذلك لان سلاح الحجاب لا يستغل فقط نتاج العولمة التي يجري لعنها بصورة خشنة، بل والعمل من خلالها للتعبير عن قيمته! وهي مفارقة تعبير عن عمق الشرخ المادي والمعنوي في رؤية حقائق الأشياء. إذ ليس الدفاع عن حرية الحجاب سوى أسلوب تقديس المزيف للدفاع عن العبودية المغلفة بغشاء جنسي لا حشمة فيه! وقد يكون هذا، كما يقال، مربط الفرس، أي سر المشكلة!
فحقيقة الحجاب بالمعنى الوجودي هي الصيغة الملازمة للإخفاء والاختفاء، وبالمعنى الأخلاقي هي الصيغة المناسبة لرفع القيم إلى مصاف السر المتسامي والرمز المثير، وبالمعنى السياسي والاجتماعي هي الصيغة المعبرة عن حالة التمايز والاختلاف. وهي صيغ تاريخية رافقت تطور الحضارة وثقافات الأمم. وعموما ليس السر بالمعنى الوجودي والأخلاقي والسياسي والاجتماعي سوى الوجه الأكثر تعقيدا للانفتاح، أي لعلاقة الظاهر بالباطن في مختلف أشكالها ومستوياتها وتجلياتها. وهي أمور عادية من وجهة النظر التاريخية والثقافية، إلا أنها حالما ترتقي إلى مصاف الرمز الديني والأخلاقي فإنها تصنع إشكاليات من طراز خاص لعل أكثرها تعقيدا هو ذاك الذي يرافق تحويل الانعزال إلى شريعة، وتقديس الحجاب والاحتجاب، بينما حقيقة الله تفترض الانفتاح وقطع العلائق (الوسائط). وليس اعتباطا أن تصل المتصوفة، بوصفهم مثلي الروح المطلق والأكثر سموا في التقاليد الإسلامية، إلى اعتبار كل شيء حجاب، انطلاقا من أن الأشياء والعلاقات والقيم غالبا ما تحجب المرء بفعل شرطيتها عن رؤية حقائق الأشياء كما هي. لهذا قالوا حتى العلم حجاب، بمعنى إمكانية تحوله إلى حاجب يحجب حقيقة الرؤية أو يجعل منه أداة لخدمة سلطان أو رذيلة. وذلك لان حقيقة العلم تقوم في خدمة الحق (المطلق) وهو فعل لا يتناهى في المعرفة والأخلاق. من هنا لا حجاب على الحقيقة سوى ما يعرقل إمكانية الرقي والسمو الدائمين. وهي فكرة ذللت المعنى التقليدي والظاهري للحجاب بكل أشكاله وأصنافه السياسية والاجتماعية والروحية والدينية من خلال تذويبه في مهمة تذليل فكرة الحجاب.
لقد كانت الفكرة الآنفة الذكر الذروة التي وصلت إليها الرؤية الإسلامية. وهي ذروة كانت تتضمن نفي وتذليل كل أصناف الزيف المادي والمعنوي في الحجاب. فقد اعتبر المتصوفة كل ما في الوجود خرقة ينبغي رميها أمام جلال المطلق وجماله، بينما لا نرى في اغلب “تنظيرات” الحركات الإسلامية المعاصرة فيما يتعلق بالحجاب سوى حمية مبالغ فيها من اجل رمي جلال وجمال الوجه الإنساني بوصفه الإبداع الأكثر كمالا “للصنعة الإلهية” وراء خمائل العتمة المرفوعة إلى مصاف المطلق. وهو انقلاب عقائدي وروحي وأخلاقي يهشم كل معنى التجارب الإنسانية الإسلامية ويرمي بها إلى سلة المهملات السلفية بوصفها خزين الثروة العفنة للانحطاط والتخلف. وان يجري تقديم هذه العفونة على أنها رائحة الرحمن في موقفه من الإنسان! وهي رائحة تحتوي في أعماقها على دخان الجنس المحروق بكبت الدين والدنيا، أي الجنس المكبوت بثنايا العبارة الدينية وخبايا البنية التقليدية للاجتماع والوعي.
كل ذلك يعطي لنا إمكانية القول بان ماهية الحجاب في دعاوى الحركات الإسلامية المعاصرة لا تتعدى كونها دفاعا عن غطاء جنسي لا حشمة فيه. كما يعطي لنا إمكانية الحكم على أن فتاويها بصدد حقيقته (الحجاب) لا تعدو كونها دفاعا عن غنيمة الجهاد والاجتهاد الذكوري.
لقد جعلوا من حجاب المرأة عازلا مخمليا للشهوة، وعازلا اجتماعيا لاغتصابها بالمال والإغراء المبتذل. وبهذا يكونوا قد بلغوا الذروة المقلوبة لرفعة الفكر الإسلامي من خلال جعل حجاب المرأة، أي حجبها، الغنيمة الرجالية الكبرى في التاريخ العربي المعاصر والتي لا رجولة فيها! بمعنى جعل جسد المرأة غنيمة الجهاد والاجتهاد الذكوري، بحيث تحول الحصول عليها و”فتحها” مأثرة! ومن ثم رفع هذه “المأثرة” إلى مصاف الجهاد مع أنها لذة فقط، ورفعها إلى مصاف الاجتهاد مع انه فعل بلا عقل! وهو زواج لا تعني معقوليته ومقبوليته في الفكر الإسلامي السياسي المعاصر سوى توليف اللذة واللاعقلانية في هراوة هي الأكثر خشونة في أيدي العبودية الجديدة والاستبداد السياسي المتخلف. وليس مصادفة أن يكون نصف الرياء الأخلاقي السائد في العالم العربي المعاصر (والذي لا معاصرة فيه) سببه الكبت الجنسي. ومن ثم لا يعني الدفاع عن الحجاب ورفعه إلى مصاف “الواجب الديني” سوى المظهر الديني للرياء الأخلاقي والرغبة الجنسية المكبوتة. وليس مصادفة أن ينتشر الحجاب والدعوة إليه في مراحل الانحطاط السياسي العربي الحديث. فهو شكل من أشكال الاختباء وراء غشاء لا يحمي الروح ولا يطهّر الجسد. ففي العراق على سبيل المثال نرى استفحال ظاهرة الحجاب والدعوة إليه تبلغ ذروتها في مرحلة الانحلال المادي والمعنوي للتوتاليتارية البعثية والدكتاتورية الصدامية. وهي نفس الظاهرة التي نعثر عليها في اغلب البلدان العربية والإسلامية.
إن حقيقة المعنى السياسي والاجتماعي للحجاب المعاصر تقوم في استكمال طوق العبودية والاستبداد ليشمل أهم ملامح الجسد بعد أن جرى تطويق واستعباد الروح والعقل والضمير. وهي مهمة تشارك بها بقدر متكافئ الأنظمة السياسية غير الشرعية من خلال توظيف “شرعية” الحجاب لحجب الروح والعقل والضمير والجسد عن أية مشاركة فعلية في تحرير الإنسان من قهر السلطة والتدين المفتعل.
إن الحجاب المعاصر لا روح فيه! وحقيقة الحجاب تقوم في التخلي عنه ونقله إلى الباطن بهيئة حدودا ترقي بالمرء إلى مصاف التكامل الذاتي. وهو تكامل لا يمكن بلوغه إلا بمعايير الحرية والمعاصرة والتحديث. وهي إمكانية قائمة أساسا في العملية الضرورية لتكامل الفرد والمجتمع والدولة والسلطة والثقافة على أسس العقلانية والنزعة الإنسانية، والمرسية على أسس الدولة الشرعية والنظام الديمقراطي السياسي والمجتمع المدني.