قراة اليوم “احيانا قد يكون دكتاتور الشعب هو الشعب نفسه وقد يكون القمع والاستبداد يصدر من الشعب نفسه .”
هزتني هذه العبارة التي تكاد تكون واقع شعوبنا وحقيقتها للاسف ؟
عبارة تمثل جوهر المفارقة في العلاقة بين السلطة والمجتمع. فحين يتحول الشعب من ضحية للاستبداد إلى مصدر له، نكون أمام ظاهرة معقدة تُعرف أحيانًا بـ”الاستبداد الجماهيري” أو “الاستبداد المجتمعي”.
محاولة تفسير كيف يحدث ذلك
- عندما يتبنى الناس خطاب السلطة القمعي ويعيدون إنتاجه في حياتهم اليومية، في الأسرة، في المدرسة، في العمل، وحتى في الفضاء الرقمي.
- حين يُمارس القمع باسم “العادات”، “الدين”، “الوطنية”، أو “الأخلاق”، ويُستخدم لتكميم الأفواه أو تحطيم المختلفين.
- عندما يُصبح الخوف من التغيير جماعيًا، فيُهاجم من يجرؤ على التفكير أو النقد، ليس من قبل السلطة فقط، بل من قبل الناس أنفسهم.
- شخص يعبّر عن رأي مختلف في قضية اجتماعية، فيُقابل بالنبذ أو الاتهام بالخيانة من محيطه، لا من الدولة.
- امرأة تطالب بحقوقها، فيُقابل صوتها بالتحقير من نساء ورجال على حد سواء، بدعوى الحفاظ على “الهوية” أو “الحياء”.
- مدوّن أو مفكر يُنتقد ليس فقط من السلطة، بل من جمهور واسع يرى في نقده تهديدًا لـ”الاستقرار” أو “الهوية”.
⚖️ المفارقة الأخلاقية: حين يتحول الشعب إلى أداة قمع، يصبح السؤال الأخلاقي أكثر تعقيدًا: من يُحاسب من؟ وهل يمكن تحرير المجتمع من الاستبداد إن كان هو ذاته يمارسه؟

