<![CDATA[المجتمعات تنتج ثقافة تغيب أشياء بحيث لا يسمع أحد بها، وهذه التقنية تقنية تغييب أفكار، أو أحداث أو قرارات اتخذت سراً بحيث لا يشعر بها أحد، ولكنها تؤثر في حياة المجتمعات والأفراد أكثر من كل الأشياء المطروحة للبحث، والتداول الى درجة الإملال، فكيف يمكن الدخول الى هذا العالم المظلم المستبد؟، المحاط بكل السدود والجدران العالية التي تحمي هذه المواضيع؛ ولتقريب هذا الموضوع، ربما نستطيع أن نضرب مثلاً: كيف أن الأفراد يخفون ويستبعدون من تاريخهم بعض الأحداث التي لا يريدون أن يعرفها الناس من حياتهم، وكيف يتحدثون بالأحداث المشرقة أو الناجحة من تاريخ حياتهم؟ ويعلونها الى درجة الإملال، بحيث قيل إن شخصاً كان يتحدث الى صاحب له عن نجاحه في معركة من المعارك، ثم أوصى لصاحبه هذا بمال كثير من تركته، فلما سئل لم فعل هذا ؟قال: إنه قد قص على صاحبه مرات عديدة عن المعركة التي نجح فيها، وكان صاحبه هذا يستمع إليه كل مرة كأنه لم يسمع بها أبدا من قبل، ربما نستطيع أن نفهم كيف أن الأفراد يتحدثون عن نصف تاريخهم فقط؟ وأن تاريخا آخر في الظلام، ومغيب وأنه لا يتحدث عنه إلا أعداؤه. لكن يمكن أن ننقل هذا الوضع الفردي إلى الأقوام والمجتمعات والحضارات؛ فإنها تكتب تاريخها بهذا الشكل أيضا، فهناك مواضيع محذوفة من التاريخ، ومواضيع أخرى بارزة مضاءة، ويمكن أن يظهر مثل هذا الإبراز والإخفاء في أحداث معينة، والدراسات الحديثة بدأت تكشف مثل هذه الأمور، وربما في عصر آخر يتحول الموضوع إلى أحد الطرفين.
فمثلا: