كيف تسقط قضيتك قبل أن تبدأ؟
نصائح سياسية للمبتدئين:
مثال:
– إذا كنت مثلا من دعاة اللامركزية أو الفيدرالية ، فهذا خيار مشروع في السياسة ، لا نخوض في تفاصيله الآن” مع أم ضد “. لكن إن وجدت في صفك أحد رموز الدولة المركزية القديمة، ممن أسّسها على القمع والدم، ثم انقلب فجأة لينادي بالفيدرالية أو الانفصال ويتبنى دعوتك وخطابك ، فاعلم أن أول واجب عليك هو إسكات هذا الصوت واجتثاثه من الساحة. لأنه ليس حليفاً، بل عدوٌ لقضيتك، يلوّثها ويشوّهها.قبل اي خصوم سياسين اخر لقضيتك
— إذا كنت تنادي بدولة القانون، فهذا مطلب نبيل. لكن إن كان منبرك أو رفيقك هو مجرم حرب، ممن داس القانون تحت قدميه، وارتكب الفظائع ثم عاد اليوم يتباكى على العدالة، فاعلم أن أول خطوة نحو دولة القانون هي طرد هذا الدعي من جانبك. لأن وجوده ينسف مصداقيتك، ويحوّل مطلبك ومصداقيتك إلى نكتة,”العدالة لا تُستورد من أفواه المجرمين” يا صديقي.
سواء كنت فرداً أو تياراً، لا تبنِ قضيتك على تناقضات قاتلة. لا تسمح لمن لوّث التاريخ أن يتصدر مشهد المستقبل. لأنك إن فعلت، ستجد نفسك تدافع عن الحق بأدوات الباطل، وتخسر المعركة قبل أن تبدأ. إن أول خطوة لأي مشروع سياسي ناجح ليست في بناء التحالفات، بل في تطهير الصفوف من المتسلقين والمجرمين الذين يلوثون القضية, اي قضية .
ولو كنت خصماً سياسياً لك، لما أسعدني أكثر من أن أراك في ظل مجرم أحمق، يتحدث عن الفيدرالية أو القانون. لا أجمل ” كخصم ” من أن يكون مثله في صفك. لأن وجوده كافٍ لإسقاط قضيتك، مهما كانت مبرهنه او عادلة ومحقة .
“الضمير الجمعي لا يشفى من جراحه حين يرى الجلاد يعتلي منبر الضحية، بل ينكسر أكثر.”
ببساطة :لا تبنِ قضيتك على رموز ملوثة، لأنهم يسقطونها قبل أن تبدأ.